إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

سبحان الله والحمد لله والله أكبر

السبت، 26 نوفمبر 2011

47 – سورة محمد

47 – سورة محمد
اسم السورة

ولهذه السوة من أسماء ما يلي : ـ

1ـ سورة محمد (1).
وذلك : لما فيها من أن الإيمان بما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم مفرقاً ، أعظم من الإيمان بما نزل مجموعاً على سائر الأنبياء عليهم السلام (2).
2ـ سورة القتال (1).
-----------------------------
وذلك : لدلالتها على ارتفاع حرمة نفوس الكفار، المانعة من قتالهم ، وما يترتب على القتال، وكثرة فوائده (1).
3ـ سورة ( الذين كفروا ) (2).
وذلك : لمفتحها.
ولعل ذلك ـ أيضاً - لما أخرجه ابن مردويه عن ابن الزبير ، قال : نزلت بالمدينة ، سورة (الذين كفروا ) (2)
------------------------------
عدد : آيات السورة ، وكلماتها ، وحروفها (1)وعدد آياتها : (38) ثمان وثلاثون آية.
-------------------------------
ترتيب السورة
وهي : سورة مدنية .. إلى 13 نزلت في الطريق أثناء الهجرة.
أ ـ في المصحف .. بعد : سورة "الأحقاف"، وقبل : سورة "الفتح".
ب ـ في النزول : بعد سورة "الحديد" ، وقبل : سورة "الرعد".
-------------------------------
فضلها
أخرج الطبراني في الأوسط ، عن ابن عمر (رضى الله عنهما) : أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يقرؤها ، في صلاة المغرب.
--------------------------------
تناسبها مع " الأحقاف " (1)
1ـ إذا كانت سورة "الأحقاف" : قد عالجت الفسوق نظرياً ، أي: من حيث مقارعته بالحجة ، وأمثال ذلك .. !!
فإن هذه السورة : ترسم الطريق العملي ، لمقارعته ومجادلته ، بالقتال والجهاد.

2ـ كما أن أولها : متلاحم بآخر السورة السابقة ، حتى لو أسقطت البسملة من البين لكان الكلام متصلاً بسابقه ، لا تنافر فيه، ولكان بعضه آخذاً بحجز بعض.

------------------------------
تقسيمها
تتكون هذه السورة من : مقدمة ، وفقرتين.
المقدمة : عبارة عن (6) آيات.
من الآية الأولى : حتى نهاية الآية (6)
وفيها :
- عرض نموذجين من الناس.
الفريق الأول : ( الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله )
وهؤلاء يتبعون الباطل.
ولذلك : (أضل ) الله (أعمالهم) أي : أبطلها ، وأضاع ثوابها ، حتى وإن كانت من أعمال الخير.
والفريق الثاني: (الذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد) (وهؤلاء : يتبعون الحق من ربهم.
ولذلك : (كفر) الله عنهم (سيئاتهم) ، وزيادة على ذلك : (أصلح بالهم).

- وبعد هذا العرض: يأتي الأمر للذين آمنوا ، بقتال الذين كفروا ؛ بسبب ما هم عليه من شر وباطل.

مع بيان الطريق العملي لهذا الجهاد المفروض..!!
وهو : الإثخان في القتل.
وبعد الإثخان : الأسر والاعتقال.
ثم : المن ، أو الفداء.
ويلاحظ جيدا : أنه ينبغي أن يكون هذا القتال ، خالصاً لوجه الله تعالى، وفي سبيله فقط.
والفقرة الأولى : عبارة عن (26) آية.
من الآية (7) حتى نهاية الآية (32).
وفيها :
- بيان أن الله تعالى ، ينصر المؤمنين ، ويكفر عنهم سيئاتهم، ويخذل الكافرين ؛ لأنهم كرهوا ما أنزل الله .
ويعرض المولى فيها – أيضا - أنواعاً من هذا النصر، وذاك الخذلان.
- بيان أن الله تعالى مولى المؤمنين، وأن الكافرين لا مولى ولا ناصر لهم.
- بيان أوصاف الكافرين .. فهم يتبعون الشهوات ، كارهون للقرآن ، يتبعون الباطل ، صادون عن سبيل الله.
- بيان صنف من الكافرين، وهم المنافقون، وتوضيح علاماتهم.
- بيان أن من شروط النصر، وأدب المسلم المجاهد، التوحيد الخالص، والاستغفار.
- بيان : الحكمة من القتال، وآدابه، وتوضيح أن تركه إفساد في الأرض.
- حديث : عن المرتدين، ووجوب محاربتهم.

والفقرة الثانية : عبارة عن (6) آيات.

من الآية (33) حتى نهاية الآية (38).
وفيها :
- الأمر : بطاعة الله ورسوله ، وبث الثقة في قلوب المؤمنين.
- بيان : الصوارف والمعوقات ، عن الجهاد في سبيل الله ، وعلاجها.
- النهي: عن الردة ، بترك طاعة الله وطاعة رسوله، أو ترك الجهاد ولوازمه.
----------------------------------
هدف السورة1ـ الحديث عن : الفاسقين ، وأقسامهم ، وتحديد ملامحهم.
2ـ معالجة فسوقهم وانحرافهم عن جادة العقيدة ، عملياً بالجهاد ، بعد أن عالجهم نظرياً بالنقاش ، والرد عليهم .. في سورة الأحقاف.
----------------------------------------
أقسام السورة

1ـ المقدمة من 1 ـ 6.

وفيها :
الكلام عن الكفار والمؤمنين ، وطريق هؤلاء وهؤلاء ، وفرضية الجهاد على المؤمنين ، وثوابه.
2ـ المقطع الأول : من 7 ـ 32
وفيه : الأمر بنصر الله ، وبيان أنواع الفسقة من كفار ومنافقين ومرتدين، وتوضيح أسباب كفرهم ، وهي : عدم فقههم بالحق ، وعدم جهادهم ، وإفسادهم في الأرض ، وتقطيعهم للأرحام ، وكرههم لما أنزل الله ، وكذلك .. قولهم للذين كفروا : سنطيعكم.
3ـ المقطع الثاني : من 33 ـ 38.
وفيه : الأمر بطاعة الله ورسوله ، وعدم مهادنة الكفار إلا للضرورة ، وبيان الصوارف عن الجهاد ، وبيان نصرة هذا الدين ، ولو بغير هذا الفريق من المسلمين.
---------------------
الفاسقون وملامحهم : ـ
أ ـ الذين كفروا .
(1) الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله 1
(2) الذين كفروا اتبعوا الباطل 3
(3) الذين كفروا ... كرهوا ما أنزل الله 8 ، 9
(4) الذين كفروا ... يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام
(5) الذين كفروا (اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه) 28
(6) الذين كفروا ( في قلوبهم مرض) 29
(7) الذين كفروا (شاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى) 23
(8) الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم) 34
ب ـ المنافقون :
* (ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهوائهم ) 16
ج ـ المرتدون :
* (إن الذين ارتدوا من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم)25، 26.
عن طاعة الله واتباع شرائعه، وترتدوا راجعين عنها، يهلككم ثم يجئ بقوم آخرين غيركم يصدقون بها، ويعملون بالشرائع التي أنزلها على رسوله، ويقومون بذلك كله على ما يؤمرون به، والمراد بهم على ما صح في الحديث أهل فارس.
أخرج عبد الرازق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي والترمذي عن أبي هريرة قال : " تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية (وإن تتولوا) الخ . فقالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين إن تولينا استبدلوا بنا، ثم لا يكونون أمثالنا؟ فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على منكب سلمان، ثم قال هذا وقومه، والذي نفسي بيده لو أن هذا الدين تعلق بالثريا لتناوله رجال من فارس .
وقد طعن بعض رواة الحديث فيه وجرحوا بعض رواته، قال ابن كثير وقد تكلم فيه بعض الأئمة رحمة الله عليهم.
قال الكلبي : شرط في الاستبدال توليهم لكنهم لم يتولوا فلم يستبدل سبحانه قوماً غيرهم بهم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله، ونصر دينه بأتباعه المؤمنين، وجعلهم للعمل بنشره دائبين.

أبرز موضوعات السورة (1)

(1) وصف الكافرين والمؤمنين من أول السورة إلى قوله : "كذلك يضرب الله للناس أمثالهم" .
(2) جزاء الفريقين في الدنيا والآخرة من خذلان ونصر ونار وجنة من قوله : "فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب ـ إلى قوله : والله يعلم متقلبكم ومثواكم " .
(3) الوعد والتهديد للمنافقين والمرتدين من قوله : "ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة" إلى آخر السورة.
-------------------------

بعض الدروس من السورة

ــ
العلاقة بالحبيب: 1ـ (والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد) 2
استمرار المواجهة : 2ـ (حتى تضع الحرب أوزارها) 4
سر الحروب : 3ـ (ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض) مع 31 4
ثواب الشهيد: 3ـ (والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم) 4
روى الإمام أحمد في مسنده ... " يعطي الشهيد ست خصال : عند أول قطرة من دمه تكفر عنه كل خطيئة ، ويرى مقعده من الجنة ، ويزوج من الحور العين، ويأمن من الفزع الأكبر، ومن عذاب القبر، ويحلى حلة الإيمان ".
أدب الجهاد : 4ـ (فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين وللمؤمنات ..) 19
التخلي عن الجهاد ضرورة : 5 ـ (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم) 22
الركون إلى الغير: 6ـ (ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر)26
شروط المعاهدات: 7ـ ( فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم .. ) 35
وجوب نصرة الدين: 8ـ (وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ..) 38
----------------------


الهوامش

ــ
1ـ انظر السخاوي ـ جمال القراء 1/37 ، القرطبي .. الجامع لأحكام القرآن (س:47)، الفيروزابدي .. بصائر ذوي التمييز 1/430 ، السيوطي .. الإتقان (النوع:17) ، الشوكاني .. فتح القدير ، الألوسي .. روح المعاني ، والقاسمي .. محاسن التأويل : (س:47).
2ـ القاسمي (مصدر سابق).
3ـ القاسمي .. محاسن التأويل ( س:47).
4ـ الشوكاني .. فتح القدير (س:47).
5ـ انظر : مكي .. التبصرة ص 330 ، السخاوي .. جمال القراء 1/217، الفيروز أبادي .. بصائر ذوي التمييز 1/430 ، المرجان 6/572.
6ـ الأساس 9/5298
* * *

ليست هناك تعليقات:

« كَفَّارَةُ المَجْلِسِ »

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ في مَجْلِسِهِ ذَلِكَ » .