إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

سبحان الله والحمد لله والله أكبر

السبت، 26 نوفمبر 2011

مفاتيح سورة الملك

مفاتيح سورة الملك
67 ـ الملك
ـــ
اسم السورة

لهذه السورة : الأسماء التالية ..

1ـ سورة الملك (1).
أخرج الحاكم وغيره .. عن ابن مسعود ، قال : هي في التوراة "سورة الملك" (2).

وذلك : لاشتمالها على كثير مما ينبغي أن يكون عليه الملك.. من : كثرة

الخيرات, وعموم القدرة، والإحياء والإماتة، واختبار أعمال الناس، والغلبة والغفران، ورفع الأبنية لخدامه، وعدم التفاوت في رعاياه، وتزيين بلاده، والقهر على الأعداء، والرحمة بالأولياء، والأمن ورخص الأسعار، وأن لا يقدر أحد على نصر من عاداه، ولا على رزق من منعه (3).

2ـ سورة : تبارك (4).

وذلك : لأن من كان متصفا بكمال الملك، الدال
عليه : تمام القدرة ، الدال عليه : تمام العلم، الدال
عليه ـ مع إحكام المصنوعات ـ علم ما في الصدور .. الخ..
كان له : تمام الثبات والبقاء (5).

3ـ سورة : المانعة (6)

أخرج الطبراني عن ابن مسعود ، قال : كنا نسميها في عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – المانعة (7).
وذلك : لأنها تمنع عن صاحبها عذاب القبر (8).

4ـ سورة : المنجية .

وذلك : لأنها تنجي قارئها من العذاب (8).
أخرج الترمذي من حديث ابن عباس مرفوعاً : " هي المانعة، هي المنجية .. تنجيه من عذاب القبر" (9) ، وقال : حسن غريب (10).
وفي تاريخ ابن عساكر من حديث أنس : أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سماها .. المنجية (11).

5ـ سورة : الواقية (12).

وذلك ـ فيما يبدو ـ لأنها تقي صاحبها من العذاب.

6ـ سورة : المجادلة (13).

وذلك : لأنها تجادل منكراً ونكير، فتناظرهما
كي لا يؤذيا قارئها (14).

وفي مسند عبيد ، من حديث : " أنها المنجية ، والمجادلة،

تجادل يوم القيامة عند ربها لقارئها (15).

7ـ سورة : المناعة (16)

وذلك ـ فيما يبدو ـ لأنها كثيرة منع العذاب عن صاحبها.

8ـ سورة : الدافعة (17).

وذلك : لأنها تدفع عن قارئها بلاء الدنيا، وعذاب الآخرة (17).

9ـ سورة : الشافعة (17).

وذلك : لأنها تشفع في القيامة لقارئها (17).

10ـ المخلِّصة (18).

وذلك : لأنها تخاصم زبانية جهنم؛
لئلا يكون لهم يد على قارئها (18).
هذا ..

وكل ذلك : نابع من الخضوع لمالك الملك سبحانه .. حيث إن هذا الخضوع

حامل على لزوم طريق السعادة .. ومن لزمها : منع من كل هول، ونجا مما يخاف، ووقى من كل محذور، ودفع عنه كل مكروه ، وخلص من كل شر؛ لأنها ترد السؤال عمن لازم عليها، وهذا من أهم الأمور (19).


عدد (20) آياتها

وعدد آياتها : (30) ثلاثون آية.
كلماتها : (330) ثلاثمائة وثلاثون كلمة .
حروفها : (1313) ألف وثلاثمائة وثلاثة عشر حرفا.

في فضلها

ـــ
1ـ قال الولي الملوي : هذه السورة .. كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يحبها؛ لكثرة علومها .. وقال : وددت لو كانت في صدر كل مسلم (21).
2ـ حديث حسن عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال : " إن سورة من كتاب الله ، ما هي إلا ثلاثون آية ، شفعت لرجل فأخرجته يوم القيامة من النار، وأدخلته الجنة " أبو داود والترمذي ، وحسنه غيرهما (22).


ترتيبها

ــــ
مكية ..
أ ـ في المصحف ..
ب ـ في النزول .. بعد : سورة "الطور" ، وقبل : سورة "الحاقة".

هدف السورة

ــــ
1ـ تصدر علاقة الوجود بخالقه مما يعين على الإيمان بالله ويساعد عليه.
2ـ الخضوع لله ؛ لاتصافه بكمال الملك.
الدال عليه : تمام القدرة.
الدال عليه قطعاً : أحكام المكونات.
الدال عليه : تمام العلم.
الدال عليه ـ مع إحكام المصنوعات ـ : علم ما في الصدور.
لينتج ذلك : العلم بتحتم البعث ، لدينونة العباد، على ما هم فيه من الصلاح والعناد، كما هي عادة الملوك في دينونة رعاياهم لتكمل الحكمة، وتتم النعمة، وتظهر صورة الملك (23).

تناسبها مع " التحريم "

ـــ

1ـ لما ختمت "التحريم" بأن من أعرض عنه سبحانه : أهلكه ، ولم يغن عنه أحد، ومن أقبل عليه: رفعه ، واستخلصه ، ولم يضره أحد .. !!

وختمت بأنه سبحانه قوى "مريم" عليها السلام ، ورزقها الرسوخ في الإخلاص .. !!

وكان مثل هذا لا يقدر على فعله إلا من لا كفؤ له .. !!

وكان من لا كفؤ له أهلا لأن تخلص له الأعمال، ولا يلتفت إلى سواه بحال؛ لأنه الملك الذي يملك الملك .. !!

قال مثير اللهم إلى الاستبصار، المثير للإرادة إلى رياضة تثمر جميع أبواب السعادة (تبارك الذي بيده الملك) (24).


2ـ إذا كان تعالى : قد ضرب ـ في سورة التحريم ـ مثلاً للكفار ـ بتلك المرأتين المحتوم لهما بالشقاوة ، وإن كانتا تحت نبيين عظيمين، ومثلاً للمؤمنين .. بآسية ، ومريم، وهما محتوم لهما بالسعادة، وأن أكثر قومهما كفار .. !!

فقد افتتح عز وجل هذه السورة : بما دل على إحاطته سبحانه، وقهره، وتصرفه في ملكه على ما سبق به فضاؤه (25).

3ـ إذا كان سبحانه وتعالى : قد قال في آخر سورة "الطلاق" (الله الذي خلق سبع سموات).


فقد فصل القول في ذلك سبحانه وتعالى في سورة "الملك" : حيث يقول عز من قائل : (الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ...) الآيات (26).


وفصل بينهما بسورة "التحريم" ؛ لأنها كالقطعة من سورة "الطلاق" والتتمة لها (27).


4ـ أنه لما ضرب مثلا للكفار بتلك المرأتين اللتين قدر لهما الشقاء وإن كانتا تحت عبدين صالحين، ومثلا للمؤمنين بآسية ومريم، وقد كتب لهما السعادة وإن كان أكثر قومهما كفاراً ـ افتتح هذه السورة بما يدل على إحاطة علمه عز وجل وقهره وتصرفه في ملكه على ما سبق به قضاؤه (28).



تقسيمها

ـــ
تتكون هذه السورة من : فقرتين (29).
الفقرة الأولى : عبارة عن (14) آية.
من الآية الأولى ، حتى نهاية الآية (14).
وفيها :

تعريف بالله سبحانه وتعالى ، ومالكيته ، وقدرته، وخلقه الموت

والحياة ، وحكمة ذلك.

وحديث عن خلقه السموات، ودقة هذا الخلق، وتزيين السماء الدنيا

بالكواكب، ورجم الشياطين بها.

وإنذار للكافرين ، وتهديد ، وتوبيخ ، ووصف لحالهم في العذاب.


وحديث عن المؤمنين (الذين يخشون ربهم بالغيب) وما أعد الله تعالى لهم

من فضل، وفي هذا : تسجيل لصفة من صفات المؤمنين ، وهي: خشية الله.
ثم .. أمر بإسرار القول أو الجهر به، يتضمن الوعد والوعيد.

والفقرة الثانية : عبارة عن (16) آية .

من الآية (15) حتى نهاية الآية (30).
وفيها :

بيان لنعمة من نعم الله تعالى العظيمة ، وهي تذليل الله عز وجل الأرض

للإنسان ، يمشي في أرجائها آمنا، ويأكل من رزق الله فيها هانئا ، وفي النهاية
يكون العود يوم البعث والنشر والحشر إلى مولاه.

وكل هذا .. من دلائل قدرته سبحانه، المستوجبة للإيمان به،

والخضوع له ، والالتزام بتعاليمه.

ولذلك ..

يكون الحوار والنقاش مع الكافرين بالله واليوم الآخر، حواراً يقيم الحجة عليهم،
ويبين في النهاية أن الناس : إما ضال غارق في ضلاله، مكب على وجهه،
أو مهتد، مؤمن بربه، عامل بتعاليم دينه، (يمشي سوياً على صراط مستقيم)،
وفي هذا تسجيل لصفة ثانية من صفات المؤمنين ، وهي : الاستقامة.
وبعد هذا الحوار..

يكون الأمر للنبي – صلى الله عليه وسلم - ، أن يقول لهؤلاء الكافرين أقوالا معينة بمعان محددة.


الأمر الأول : (قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة)

ولكن ( قليلا ما تشكرون) أي : قلما تستعملون هذه القوى التي أنعم الله بها عليكم في طاعته، وامتثال أوامره، وترك زواجره.

وفي ذلك الأمر : إنكار على الكافرين ، الذين لا يشكرون، وإقامة الحجة عليهم، وهو في ذات الوقت ـ إشارة بتسجيل صفة ثالثة للمؤمنين، وهي : أنهم يشكرون الله تعالى.


الأمر الثاني : (قل هو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون) أي :

إن الذي بدأكم أول مرة ، قادر على إعادتكم وبعثكم من جديد وحشركم.
وفي ذلك : تدليل على مجيء اليوم الآخر، وإقامة الحجة عليهم.
وهو في ذات الوقت ـ إشعار بأن المؤمنين : يوقنون بهذا اليوم ويستعدون له.

الأمر الثالث : (قل إنما العلم) بوقت قيام الساعة، ومجيء اليوم الآخر (عند الله)

لا يعلمه ملك مقرب، ولا نبي مرسل (وإنما أنا نذير مبين) فلا تسألوا عنه استهزاءً، ولا تسألوا عنه استبعاداً ، بل آمنوا به، واستعدوا له ، إن كنتم تعقلون.

وفي ذلك كذلك : إيحاء بأن المؤمنين .. يوقنون أن الساعة آتية لا محالة، ولكن العلم بوقتها عند الله ، لا يعلمه سواه.


الأمر الرابع : (قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا

فمن يجير الكافرين من عذاب أليم ) ؟

يقول ابن كثير : " أي خلصوا أنفسكم ، فإنه لا منقذ لكم من الله ، إلا بالتوبة والإنابة والرجوع إلى دينه، ولا ينفعكم وقوع ما تتمنون لنا من العذاب والنكال، فسواء عذبنا الله أو رحمنا، فلا مناص لكم من نكاله وعذابه الأليم الواقع بكم " .


وفي هذا : دعوة للكافرين أن يؤمنوا ، وألا تنسيهم أحقادهم وأمانيهم الفاجرة الظالمة في حق المؤمنين : حقيقة ما أمامهم.


وهو ـ في ذات الوقت ـ تثبيت للمؤمنين على ما هم عليه من يقين في الاعتقاد وصواب في السلوك .. أمام أحقاد الكافرين وعداوتهم.


الأمر الخامس : (قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا

فستعلمون من هو في ضلال مبين).

وهو إعلان بحقيقة ما عليه أمرنا .. من : إيمان بالله ،

وتوكل عليه .. وهذا هو عين الهداية، وهذا هو الطريق لنوال الرحمة ..
أما أنتم ففي ضلال مبين.

وهو : دعوة لهم إلى الإيمان بالله ، والتوكل عليه .

وفي ذات الوقت : تحدث بنعمة الله على المؤمنين ، واعتزاز بالإعلان عن هذه الحقيقة، التي يسعدون بها، ويرحمون بسببها.

كما أنه : رد على رغبة الكافرين بهلاك رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والمؤمنين،

الأمر السادس : (قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين) سوى الله سبحانه وتعالى ، الذي هو أهل الإيمان به ، والتوكل عليه .. ؟
وفي ذلك : دليل على أن الله وحده عز وجل .. هو أهل
للإيمان به، وأهل ـ وحده كذلك ـ للتوكل عليه .
وكذلك : دليل على افتقار خلقه جميعاً إليه،
وهو في ذات الوقت ـ إنكار على من يكفر به سبحانه وتعالى.


أبرز الموضوعات (30)

ــ
1ـ وصف السماوات.
2ـ بيان أن نظام العالم لا عوج فيه ولا اختلاف.
3ـ وصف عذاب الكافرين في الدنيا والآخرة.
4ـ التذكير بخلق الإنسان ، ورزقه ، وأشباه ذلك .
* * * *

المراجع والهوامش

ـــــ
1ـ انظر : السخاوي .. جمال القراء 1/38، القرطبي .. الجامع لأحكام القرآن (س: 67) ، الفيروزابادي .. بصائر ذوي التمييز 1/473، البقاعي .. نظم الدرر (س: 67) ، السيوطي .. الإتقان (النوع : 17)، الشوكاني.. فتح القدير (س:67).
2ـ السيوطي : (مصدر سابق).
3ـ القاسمي .. محاسن التأويل (س: 67).
4ـ انظر : السخاوي، القرطبي ، البقاعي ، السيوطي ، الشوكاني، القاسمي، (مصادر سابقة ) .
5ـ البقاعي (مصدر سابق).
6ـ انظر : السخاوي ، القرطبي، الفيروزابادي ، البقاعي، السيوطي، الشوكاني، (مصادر سابقة .
7ـ السيوطي ( مصدر سابق).
8ـ الفيروزابادي (مصدر سابق).
9ـ انظر : السيوطي (مصدر سابق).
10ـ القرطبي (مصدر سابق).
11ـ السيوطي (مصدر سابق).
12ـ انظر : السخاوي ، القرطبي، البقاعي، الشوكاني، (مصادر سابقة).
13ـ انظر : الفيروزابادي ، السيوطي ، الشوكاني، (مصادر سابقة ).
14ـ الفيروزابادي (مصدر سابق).
15ـ السيوطي (مصدر سابق).
16ـ انظر : السخاوي ، السيوطي (مصادر سابقة ).
17ـ الفيروزابادي (مصدر سابق).
18ـ الفيروزابادي .. بصائر ذوي التمييز 1/743.
19ـ البقاعي (مصدر سابق) بتصرف.
20ـ انظر : مكي .. التبصرة ص 355 ، جمال القراء 1/222، الفيروزابادي .. بصائر 1/473 ، الألوسي .. روح المعاني ( س : 67) ، نثر المرجان 7/421.
21ـ نظم الدرر 20/215.
22ـ بصائر 1/474.
23ـ نظم الدرر /215 ، 216.
24ـ انظر : نظم الدرر 20/216، 217.
25ـ الألوسي .. روح المعاني (س: 67).
26ـ الملك: 3 ـ 5.
27ـ روح المعاني.
28ـ المراغي 29/3.
29ـ الأساس .
30ـ تفسير المراغي : 29/25.
* * * * * * *

ليست هناك تعليقات:

« كَفَّارَةُ المَجْلِسِ »

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ في مَجْلِسِهِ ذَلِكَ » .