مفاتيح سورة الأنفال
مفاتيح سورة الأنفال |
|
أولاً:اسم السورة
لهذه السورة عدة أسماء :
فهى تسمى :
1-الأنفال (1) .
وذلك : لكونها مفتتحة بالأنفال ، فى قوله تعالى ويسألونك عن الأنفال . والحديث – كذلك – مكرر عن هذه الأنفال، فى السورة.
وكذلك (2) : فهى منتهى ما ذكر فيها ، من أثر أمر الحرب .
ويضاف إلى هذا الاسم كذلك :
2- سورة بدر(3) .
وذلك : لحديثها المستفيض عن غزوة "بدر" ، وما جرى فيها.
كما أنها نزلت – كذلك – عقيبها ، وبسببها .
فقد أخرج سعيد بن منصور ، والبخارى ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ، وابن مردويه ، عن سعيد بن جبير ، قال : قلت لابن عباس : سورة "الأنفال" .. ؟ قال: نزلت فى بدر – وفى لفظ – تلك "سورة بدر"(4) .
ويضيف الإمام البقاعى إلى أسمائها .. ما يلى :
3- الجهاد(5) .
وذلك : لأن موضوعها .. هو القتال والجهاد ، وما يتعلق به .
ويذكر الإمام السخاوى .. أنهم كانوا يسمونها مع التوبة .
4- القرينتين(6) .
ويبدو أن ذلك : لأن بعض العلماء ؛ اعتبرها مع التوبة سورة واحدة، وجعلوها السورة "السابعة" من السبع الطوال، إذ أنهما تكملان بعضها البعض، ومن ثم : لم يفصل بينهما الصحابة { بسم الله الرحمن الرحيم }(7).
ثانياً : عدد آيات السورة و كلماتها و حروفها
عدد آياتها :
خمس وسبعون (75) .
وعدد كلماتها:
ألف ومائتان وواحد وثلاثون كلمة (1231) .
وعدد حروفها:
خمسة آلاف ومائتان وأربعة وتسعون حرفاً (5294) .
ثالثاً : ترتيب السورة فى المصحف و فى النزول
ولهذه السورة – شأن جميع السور – ترتيبان :
الأول : فى المصحف الشريف .
والثانى : ترتيبها فى النزول .
أما بالنسبة لترتيبها فى المصحف الشريف : فهى – كما هو معروف – السورة الثامنة
حيث قد سبقتها سور: الفاتحة ، البقرة ، آل عمران، النساء ، المائدة ، الأنعام ، الأعراف .
وأما بالنسبة لترتيبها فى النزول : فقد تعددت فيها الأقوال .
فمن قائل: أنها نزلت بعد آل عمران ، وقبل الأحزاب .. وقد نسب هذا القول إلى عكرمة والحسن بن أبى الحسن ، كما فى كتاب "دلائل النبوة للبيهقى" .
ومن قائل : أنها نزلت بعد المائدة ، وقبل التوبة ، كما فى كتاب "فضائل القرآن" لأبى عبيد .
إلى غير ذلك من الأقوال .
ويرى الشهيد سيد قطب : أنها نزلت بعد سورة البقرة .
ويقول رحمه الله : نزلت فى غزوة بدر الكبرى فى شهر رمضان من العام الثانى للهجرة ، بعد تسعة عشر شهراً على الأرجح .
ثم يقول : ولكن القول بأن هذه السورة نزلت بعد سورة البقرة ، لا يمثل حقيقة نهائية .
فسورة البقرة لم تنزل دفعة واحدة ، بل إن منها ما نزل فى أوائل العهد بالمدينة، ومنها ما أنزل فى أواخر هذا العهد، وبين هذه الأوائل وهذه الأواخر نحو تسع سنوات.
ومن المؤكد أن سورة الأنفال نزلت بين هذين الموعدين .
وأن سورة البقرة قبلها وبعدها ظلت مفتوحة، تنزل الآيات ذوات العدد منها بين هذين الموعدين، وتضم إليها وفق الأمر النبوى التوقيفى .
ولكن المعول عليه فى قولهم "إن هذه السورة نزلت بعد هذه السورة" :
هو نزول أوائل السور .
ثم نبَّه إلى ملحوظة هامة فى هذا الخصوص بقوله عليه رحمه الله :
إن الترتيب الزمنى للنزول لا يمكن القطع فيه الآن بشئ – اللهم إلا من ناحية أن هذا قرآن مكى ، وهذا قرآن مدنى على وجه الإجمال ، على ما فى هذا من خلافات قليلة –.
فأما الترتيب الزمنى المقطوع به من ناحية زمن نزول كل آية، أو كل مجموعة من الآيات ، أو كل سورة : فيكاد يكون متعذراً ، ولا يكاد يجد الإنسان فيه اليوم شيئاً مستيقناً ، إلا فى آيات معدودات تتوافر بشأنها الروايات ، أو تقطع بشأنها بعض الروايات .
وعلى كلِّ ما فى محاولة تتبع آيات القرآن وسورة وفق الترتيب الزمنى للنزول .. من قيمة ، ومن مساعدة فى تصور منهج الحركة الإسلامية، ومراحلها وخطواتها :
فإن قلة اليقين فى هذا الترتيب تجعل الأمر شاقاً ، كما أنها تجعل النتائج التى يتوصل إليها تقريبية .. ، وليست نهائية يقينية ، وقد تترتب على هذه النتائج التقريبية .. نتائج أخرى خطيرة .
وبعد كل هذا .. فقد بقى أن نبحث عن الإجابة عن سؤال هام .
وهو: هل وضعها هذا بين الأعراف والتوبة توقيفى ، أو أنه تم باجتهاد من الصحابة رضوان الله عليهم..؟
فى هذا الموضوع : تفصيل نحاول – بتوفيق الله تعالى – اختصاره وتقديمه واضحاً – بعون الله تعالى – على النحو التالى :
القول الأول : أن ترتيبها .. ليس بتوقيف من النبى صلى الله عليه وسلم ، بل هو اجتهاد من الصحابة رضوان الله عليهم .
وقد ذهب إلى هذا القول : الإمام البيهقى فى دلائل النبوة ، وتابعه فى ذلك الإمام السيوطى .
القول الثانى : أن ترتيب سورة الأنفال فى المصحف الشريف .. ليس باجتهاد من أحد ، بل هو بتوقيف من النبى صلى الله عليه وسلم .
وقد ذهب إلى ذلك : بقية العلماء .
ونعرض فيما يلى الأدلة .. عليها ، ليستبين لنا – إن شاء الله – الصواب من هذه الأقوال .
أولاً: ما استدل به الإمام البيهقى .
استدل الإمام البيهقى على أن ترتيب الأنفال على هذا النحو اجتهادى .
وليس توقيفياً – كما يحكى عن صاحب المنار (9)– بهذه الرواية :
أخرج أحمد وأبو داود والترمذى والنسائى وابن حبان والحاكم عن ابن عباس قال : قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى "الأنفال" وهى من "المثانى" ، وإلى "براءة" وهى من "المتين" ، فقرنتم بينهما ، ولم تكتبوا بينهما سطر .
(بسم الله الرحمن الرحيم) ، ووضعتموها فى السبع الطوال .. ؟
فقال عثمان : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تنزل عليه السور ، ذوات العدد ، فكان إذا نزل عليه الشئ: دعا بعض من كان يكتب ، فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات فى السورة التى يذكر فيها كذا وكذا.
وكانت "الأنفال" من أوائل ما نزل فى المدينة .
وكانت "براءة" من أواخر القرآن نزولاً.
وكانت قصتها شبهة بقصتها ، فظننت أنها منها.
فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يبين لنا أنها منها .
فمن أجل ذلك : قرنت بينهما ، ولم أكتب سطر بسم الله الرحمن الرحيم ، ووضعتهما فى السبع الطوال(10) .
ثانياً : ما استدل به الإمام السيوطى
يقول الإمام السيوطى – نقلاً عن روح المعانى (11)– وقد كان يظهر فى بادئ الرأى أن المناسب :
إيلاء الأعراف بيونس وهود ؛ لاشتراك كل فى اشتمالها على قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وأنها مكية النزول .
خصوصاً: أن الحديث ورد فى فضل السبع الطول ، وعدوا والسابعة "يونس" - وكانت تسمى بذلك ، كما أخرجه البيهقى فى الدلائل – ففى فصلها من الأعراف بسورتين : فصل للنظير من سائر نظائره .
هذا : مع قصر سورة الأنفال بالنسبة "للأعراف" و "براءة"
يقول :
وقد استشكل ذلك قديماً حَبر الأمة رضى الله تعالى عنه ، فقال لعثمان رضى الله عنه : ما حملكم .. [الخير السابق] .
ثم قال السيوطى : وأقول :
يتم مقصد عثمان رضى الله عنه فى ذلك بأمور ، فتح الله بها :
الأول : أنه جعل "الأنفال" قبل "براءة" مع قصرها ؛ لكونها مشتملة على البسملة .
فقدمها .. لتكون كقطعة منها ، ومفتتحها ، وتكون براءة ، لخلوها من البسملة : كتتمتها ويقينها .
ولهذا قال جماعة من السلف : إنهما سورة واحدة .
الثانى : أنه وضع براءة هنا ، لمناسبة الطول ، فإنه ليس بعد الست السابقة سورة أطول منها.
وذلك : كاف فى المناسبة .
الثالث : أنه فصل بالسورتين أثناء السبع الطوال ، المعلوم ترتيبها فى العصر الأول ، للإشارة إلى أن ذلك أمر صادر لا عن توقيف ، وإلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض قبل أن يبين كليتهما ، فوضعا هنا كالوضع المستعار، بخلاف ما لو وضعا بعد السبع الطوال فإنه كان يوهم أن ذلك محلهما بتوقيف، ولا يتوهم هذا على هذا الوضع ؛ للعلم بترتيب السبع.
يقول : فانظر إلى هذه الدقيقة التى فتح الله بها ، ولا يغوض عليها إلا غواص.
الرابع : أنه لو أخرهما وقدم يونس ، وأتى بعد براءة بهود – كما فى مصحف أبَىّ – لمراعاة مناسبة السبع ، وإيلاء بعضها بعضاً : لفات – مع ما أشرنا إليه – أمر آخر ، آكد فى المناسبة .
فإن الأولى بسورة يونس أن يؤتى بالسور الخمس التى بعدها، لما اشتركت فيه من المناسبات ، من القصص، والافتتاح بـ (الر)، وبذكر الكتاب، ومن كونها : مكيات ، ومن تناسب – ما عدا الحجر – فى المقدار ، ومن التسمية باسم نبى ، والرعد : اسم ملك، وهو مناسب لأسماء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .
فهذه عدة مناسبات للاتصال بين يونس وما بعدها، وهى آكد من هذا الوجه الواحد فى تقديم يونس بعد الأعراف.
ولبعض هذه الأمور : قدمت سورة الحجر على النحل ، مع كونها أقصر منها ، ثم يقول :
ولو أخرت براءة عن هذه السور الست: لبعدت المناسبة جداً ، لطولها بعد عدة سور أقصر منها ، بخلاف وضع سورة النحل بعد الحجر ، فإنها ليست كبراءة فى الطول .
ثم يقول السيوطى :
ويشهد لمراعاة الفواتح فى مناسبة الوضع :
ما ذكرناه : من تقديم "الحجر" على "النحل" ؛ لمناسبة (الر) قبلها .
وما تقدم : من تقديم "آل عمران" على "النساء" ، وإن كانت أقصر منها ؛ لمناسبة "البقرة" فى الافتتاح بـ (الم) .
وتوالى : الطواسين ، والحواميم .
وتوالى : العنكبوت والروم ولقمان والسجدة ؛ لافتتاح كل بـ (الم) ، ولهذا: قدمت "السجدة" على الأحزاب التى هى أطول منها .
هذا : ما فتح الله تعالى به على
ثم يذكر :
أن ابن مسعود رضى الله عنه قدم فى مصحفه : البقرة ، والنساء ، وآل عمران ، والأعراف ، والأنعام ، والمائدة ، ويونس .
راعى السبع الطول : فقدم الأطول منها فالأطول .
ثم ثنى "بالمئين" : فقدم براءة ، ثم النحل ، ثم هود ، ثم يوسف ، ثم الكهف.
وهكذا : الأطول فالأطول .
وجعل الأنفال : بعد النور .
ووجه المناسبة فى ذلك: أن كلا من – النور والأنفال – مدنية ، ومشتملة على أحكام ، وأن فى النور وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض .. الآية ، وفى الأنفال واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون فى الأرض 00 الآية ، ولا يخفى ما بين الآيتين من المناسبة ، فإن الأولى مشتملة على الوعد بما حصل ، وذكر به فى الثانية .
ثم يختم الإمام السيوطى كلامه بقوله: فتأمل .
هذا .. ويبدو – جلياً –أن استدلالات السيوطى هى استنتاجات مبنية على الرواية التى استدل بها الإمام البيهقى .
وبذلك : فهذه الرواية هى الحجة والعمدة التى اعتمد عليها أصحاب القول بأن ترتيب سورة الأنفال ليس توقيفياً ، بل هو اجتهاد من الصحابة ، كما تفيده هذه الرواية .
ولننظر الآن إلى أصحاب القول بأن ترتيب السور توقيفى وموقفهم من هذه الأدلة .
أولاً : بالنسبة للرواية التى استدل بها الإمام البيهقى لما ذهب إليه ، وبنى عليها السيوطى – ما توصل إليه .
يقول صاحب تفسير المنار(9) .
هذا الحديث ..قال عنه "الترمذى": حسن لا نعرفه إلا من حديث عوف بن أبى جميلة عن يزيد الفارسى عن ابن عباس .
ويزيد الفارسى هذا – كما فى تهذيب التهذيب – غير مشهور ، اختلفوا فيه ، هل هو يزيد بن هرمز ، أو غيره ؟
والصحيح أنه غيره .
روى عن ابن عباس ، وحكى عن عبد الله بن زياد وكان كاتبه ، وعن الحجاج بن يوسف فى أمر المصاحف .
وسئل عنه يحيى بن معين : فلم يعرفه .
وقال أبو حاتم : لا بأس به .
يقول رشيد رضا : فمثل هذا الرجل لا يصح أن تكون روايته التى انفرد بها ، مما يؤخذ به فى ترتيب القرآن المتواتر .
ثم يقول : ومما يرد به على هذا القول كذلك .. أنه لا يعقل أن يرتب النبى صلى الله عليه وسلم جميع السور ، إلا الأنفال وبراءة .
وقد صح أنه صلى الله عليه وسلم ، كان يتلوا القرآن كله فى رمضان على جبريل عليه السلام ، مرة واحدة من كل عام ، فلما كان العام الذى توفى فيه –صلى الله عليه وسلم – عارضه القرآن مرتين .
فأين كان يضع – صلى الله عليه وسلم – هاتين السورتين فى قراءته .. ؟
التحقيق : أن وضعهما فى موضعهما توقيفى ، وإن فات عثمان ، أو نسيه .. على فرض صحة هذه الرواية .
ولولا ذلك أى - أنه توقيفى - لعارضه الجمهور ، أو ناقشوه فيه ، عند كتابة القرآن ، كما روى عن ابن عباس - على فرض صحة الرواية - بعد سنين من جمعه ونشره فى الأقطار .
ثانياً : بالنسبة لاستنتاجات السيوطى واستدلالاته :
يقول الإمام الآلوسى فى تفسيره(11) : ما ذكره السيوطى من عدم التوقيف فى هذا الوضع : فى غاية البعد .
ثم يقول :
1-سؤال الحَبر ، وجواب عثمان : ليسا نصاً فى ذلك (12).
2-ما ذكره عليه الرحمة – فى أول الأمور التى فتح الله بها عليه : غير ملائم بظاهره ظاهر سؤال الحبر رضى الله تعالى عنه ؛ حيث أفاد أن إسقاط البسملة من براءة اجتهادى أيضاً.
والذى يستفاد مما ذكره السيوطى خلافه .
3-أن ما ادّعاه بأن وضع براءة فى مكانها لمناسبة الطول .. كلام لا يصح أن يقال إلا إذا لم انعدمت المناسبة بين هذه السور وما قبلها .
والمناسبة موجودة ، بل كثيرة وواضحة جداً .
كما أنه كان يغنى السيوطى عما ذكر : ما علل به عثمان رضى الله عنه ، حسب ما أخرج النحاس فى ناسخه عن عثمان أنه قال : كانت الأنفال وبراءة يدعيان فى زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. "القرينتين" ؛ فلذلك جلعتهما فى السبع الطول .
4- ما ادعاه : من أن يونس سابعة السبع الطول ، ليس أمراً مجمعاً عليه ، بل هو قول مجاهد ، وابن جبير ، ورواية عن ابن عباس .
وفى رواية عند الحاكم : أنها الكهف .
وذهب جماعة – كما قال فى اتقانه – إلى أن السبع الطول : أولها البقرة ، وآخرها : براءة ..
واقتصر ابن الأثير فى النهاية : على هذا .
وعن بعضهم : أن السابعة "الأنفال وبراءة" بناء" على القول بأنها سورة واحدة .. وقد ذكر ذلك الفيروزابادى فى قاموسه.
5- وأما ما ذكره من مراعاة الفواتح فى المناسبة : فأمر غير مُطَّرِد ؛ فإن الجن ، والكافرون ، والإخلاص : مفتتحات بـ(قل) مع الفصل بعدة سوره بين الأولى والثانية ، والفصل بسورتين : بين الثانية والثالثة .
ثم يقول:
وبعد هذا كله : لا يخلو ما ذكره عن نظر – كما لا يخفى – على التأمل ، فتأمل(11) .
وبهذا الشكل .. !! .
وبعد هذا العرض .. !! .
يتضح أن القول بأن هذا الترتيب اجتهادى من الصحابة: أدلته ضعيفة ، ولا تنهض فى معارضة الثابت المشهور من توقيفية هذا الترتيب .
رابعاً : سبب نزول السورة
فى القرطبى (14): روى عبادة بن الصامت قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر ، فلقوا العدو .
فلما هزمهم الله ..!!
اتبعتهم طائفة من المسلمين يقتلونهم .
واحدقت طائفة برسول الله صلى الله عليه وسلم .
واستولت طائفة على العسكر والنهب .
فلما نفى الله العدو ورجع الذين طلبوهم ، قالوا : لنا النفل ، نحن الذين طلبنا العدو ، وبنا نفاهم الله ، وهزمهم .
وقال الذين أحدقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أنتم بأحق منا ، بل هو لنا ، نحن .. برسول الله صلى الله عليه وسلم ، لئلا ينال العدو منا غِرَّة.
وقال الذين استولوا على العسكر والنهب: ما أنتم بأحق منا ، هو لنا ، نحن حويناه ، واستولينا عليه .
فأنزل الله عز وجل يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين.
فقسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعا بينهم.
خامساً : مكية السورة و مدنيتها
واضح أن السورة مدنية : حيث إنها نزلت بعد غزوة بدر.
سادساً : فضل السورة
يشير إلى هذا الفضل ما كان يفعله صلى الله عليه وسلم .
حيث أخرج الطبرانى أنه كان يقرأ بها فى صلاة المغرب وذلك: بسند صحيح عن أبى أيوب .
وأخرج – أيضاً – عن زيد بن ثابت عن النبى صلى الله عليه وسلم" انه كان يقرأ فى الركعتين من المغرب بسورة الأنفال "(15).
سابعاً : صلة السورة بما قبلها
هناك مناسبتان عامة وخاصة .
أ- فمناسبتها العامة لسورة الأعراف(16) .
أن سورة الأعراف : كانت لبيان أحوال أشهر الرسل الكرام مع أقوامهم.
أما هذه: فجاءت لبيان حال خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم مع قومه .
ب- أما مناسبتها الخاصة : فمنها :
1) أنه إذا كان فى الأعراف قوله تعالىلآ وأمر بالعرف {[الآية 199]. أى : المعروف .
ففى هذه : كثير من صور هذا المعروف المأمور به ، من مثل قوله تعالى (فاتقوا الله) (وأصلحوا ذات بينكم) (وأطيعوا الله ورسوله) .. إلخ [الآية 1] .
2) إذا كان فى الأعراف : قد فصل سبحانه وتعالى فيما ذكر من القصص .. آل فرعون وأضرابهم وما حل بهم ,, !! .
فقد أجمل فى الأنفال ذلك : بقوله تعالى{ كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوى شديد العقاب }
[الأنفال 52] .
3) إذا كان تعالى فى الأعراف : أشار إلى سوء زعم الكفرة فى القرآن بقوله تعالى وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها [الأعراف 203].
فقد صرح سبحانه وتعالى فى الأنفال: بقوله{ وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين }[الآية 31] .
4) إذا كان فى الأعراف : قد أمر بالاستماع والإنصات إلى القرآن الكريم إذا قرئ فى قوله وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا...!! .
فقد نهى فى الأنفال: عن التولى عنه حال الاستماع إليه فى قوله تعالى{ يا آيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون }[الأنفال 20] .
5) إذا كان تعالى فى الأعراف : قد مثل الكافرين بالكلب فى قوله تعالى{ فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا } [الآية 176] .
فقد جعله شر الدواب فى الأنفال: بقوله{ إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون }
[الآية 22] .
وبقوله : إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون
[الآية 55] .
6) إذا كان تعالى أشار فى الأعراف : إلى إصرار الشيطان على إغواء بنى الإنسان فى قوله{ قال فبما أغويتنى لأقعدن لهم صراطك المستقيم }[الآية 16] .
فقد بين فى الأنفال : صوراً من إغوائه فى قوله تعالى :{ وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإنى جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إنى برئ منكم إنى أرى ما لا ترون إنى أخاف الله والله شديد العقاب }[الآية 48] .
7) لما قال تعالى فى الأعراف :{ وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب }[الآية 167] .
أمر فى سورة الأنفال : بامتلاك المؤمنين للوسائل التى تحقق ذلك فى قوله تعالى{ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم }[الآية 60] .
8) إذا كان عز وجل : قد بين – فى الأعراف – أن القرآن هدى ورحمة لقوم يؤمنون ، وذلك بقوله{ قل إنما أتبع ما يوحى إلى من ربى هذا بصائر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ..} !! [الأعراف 203] .
وأردف سبحانه ذلك : بالأمر بالاستماع له{ وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا .. }!!
[الأعراف 204] .
فقد بين جل وعلا فى هذه السورة : حال المؤمنين عند تلاوته ، وحالهم إذا ذكر الله تبارك وتعالى ، بقوله سبحانه{ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليه آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون } [الأنفال 2] .
إلى غير ذلك من المناسبات(11) .
ثامناً : هدف السورة
1) إبراز جانب العقيدة ، وهيمنتها على كل أمور المسلمين.
أ- ففى مسألة الأنفال : - كما يقول سيد قطب – يردون إلى تقوى الله يسأونك عن الأنفال .. [الآية 1] .
ب- وفى خطة المعركة : يردون إلى قدر الله وتدبيره ، وتصريفه لمراحلها جميعاً إذا أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم ولو تواعدتم لاختلفتم فى الميعاد ولكن ليقضى الله أمراً كان مفعولاً [الآية 42].
جـ- فى أحداث المعركة ونتائجها(17): يردون إلى قيادة الله لها ، ومدده وعونه فيها فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلى المؤمنين منه بلاءً حسناً [الآية 17] .
د- وفى تحديد الهدف من وراء المعركة : يقرر { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله }[الآية 39] .
و- وفى تنظيم العلاقات فى المجتمع المسلم ، وبينه وبين غيره من المجتمعات الأخرى : تبرز العقيدة قاعدة للتجمع والتمييز ، وتجعل القيم العقيدية هى التى تُقَدِّم فى الصف أو تُؤَخِّر إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا وإن استنصروكم فى الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير * والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير * والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا فى سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقاً لهم مغفرة ورزق كريم * والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض فى كتاب الله إن الله بكل شئ عليم [الآيات 72-75] .
2) إبراز خط الجهاد ، وبيان قيمته الإيمانية والحركية ، وتجريده من كل
شائبة شخصية ، وإعطاؤه مبرراته الذاتية العليا التى ينطلق بها المجاهدون
فى ثقة وطمأنينة واستعلاء إلى آخر الزمان .
فى مثل قوله تعالى{ يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً فلا تولوهم الأدبار ..}[الآية 15] .
وفى مثل قوله تعالى{ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيــل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم }[الآية 60] .
وفى مثل قوله تعالى{ يا أيها النبى حرض المؤمنين على القتال ... }
[الآية 65] .
3) تنظيم الجماعة المسلمة على أساس العقيدة ، وبيان الأحكام التى تتعامل بها مع غيرها من الجماعات الأخرى فى الحرب والسلم ، وأحكام الغنائم والمعاهدات.
مع وضع الخطوط الأصيلة فى تنظيم تلك الروابط وهذه الأحكام .
فى مثل قوله تعالى{ يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم .. }[الآية 24] .
وفى مثل{ يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم }
[الآية 27] .
وفى مثل{ يا آيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون }[الآية 20] .
وفى مثل يا آيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا ... [الآية 45] .
4) تربية الجماعة المسلمة وإعدادها لقيادة البشرية .
فى مثل قوله تعالى { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاة ومما رزقنانهم ينفقون * أولئك هم المؤمنون حقاً لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم } [الآيات 2-4] .
وفى مثل قوله تعالى{ وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين الدين كله لله }[الآية 39] .
وفى مثل قوله تعالى{ إن الله لا يحب الخائنين * ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون * وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ...}
الآيات [58-60].
تاسعاً : تقسيم آيات السورة موضوعيا
والسورة تتكون من قسمين اثنين(7)
القسم الأول : يتكون من مقدمة ، وفقرتين .
والقسم الثانى : يتكون من فقرتين ، وخاتمة .
ففى القسم الأول :
تأتى مقدمة السورة .. وهى عبارة عن أربع آيات .
من الآية الأولى ، حتى نهاية الآية (4) .
وفيها الحديث عن : أن المرجع فى الغنائم وتقسيمها هو الله سبحانه ، وتحديد صفات المؤمنين الحقيقيين .
ثم الفقرة الأولى : وهى عبارة عن (10) آيات .
من الآية (5) حتى نهاية الآية (14) .
وفيها : يعرض المولى سبحانه وتعالى صفحة من غزوة بدر .
ثم الفقرة الثانية : وهى عبارة عن (15) آية .
من الآية (15) حتى نهاية الآية (29) .
وفيها : خمسة نداءات لأهل الإيمان (يا آيها الذين آمنوا) يضع المولى من خلالها دستور الحركة الجهادية المفروضة على المسلمين ، ودستور النجاح فى هذه المعركة .
وفيها كذلك : تحديد الأساسيات التى تحتاجها إقامة فريضة الجهاد ، من الثبات فى المعركة ، والطاعة، والاستجابة المباشرة للأمر ، والحذر من الخيانة ، والتقوى .
وفى القسم الثانى :
تأتى الفقرة الأولى .. وهى عبارة عن (15) آية .
من الآية (30) حتى نهاية الآية (44) .
وفيها الحديث عن : موضوع الصراع مع الكفر وأهله ، والقتال وضرورته، وأسبابه ، ومبرراته ، وآثاره ، وفضل الله على المؤمنين فيه .
ثم الفقرة الثانية .. وهى عبارة عن (27) آية .
من الآية (45) حتى نهاية الآية (71) .
وفيها : الحديث عن القتال وآثاره ، ومستلزماته ، وبيان الأحوال التى يمكن أن تمر على الأمة المسلمة .
وهى تحتوى على أربعة نداءات بصيغة يا آيها الذين آمنوا وثلاثة نداءات بصيغة يا أيها النبى ..
فهى إذا : فقرة تتوجه بالنداء إلى الجند ، وإلى القيادة ، ليعرف كل منها واجبه فى تحقيق فريضة القتال .
وأخيراً : تكون الخاتمة ..
وهى عبارة :
أربع آيات
من الآية (72) حتى نهاية السورة بالآية (75) .
وفيها : الوصف الكامل لحقيقة الإيمان .
عاشراً : أبرز موضوعات السورة
1) التعرض لأحكام الغنائم .. ببيان تحليلها للنبى صلى الله عليه وسلم بعد أن كانت محرمة على من كان قبله ، بقوله صلى الله عليه وسلم أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلى :
نصرت بالرعب مسيرة شهر .
وجعلت لى الأرض مسجداً وطهوراً ، فأيما رجل من أمتى أدركته الصلاة ، فليصل .
وأحلت لى الغنائم ، ولم تحل لأحد قبلى .
وأعطيت الشفاعة .
وكان النبى يبعث إلى قومه خاصة ، وبعثت إلى الناس عامة (17) .
وذلك فى قوله تعالى يسألونك عن الأنفال.. [الآية 1] .
ثم قوله تعالى واعلموا أنما غنمتم من شئ فإن لله خمسه وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله ...
[الآية 41] .
2) بيان صفات المؤمنين :
وذلك فى قوله تعالى{ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * أولئك هم المؤمنون حقاً }
[الآيات 2-4] .
3) الحديث المستفيض عن غزوة بدر .
يوم الفرقان ، يوم التقى الجمعان
مؤكدا فيه أن :
هذه الغزوة بملابساتها ، وبما ترتب عليها فى تاريخ الحركة الإسلامية ، بل فى التاريخ البشرى كله : تقوم معلماً ضخماً فى طريق تلك الحركة ، وفى طريق هذا التاريخ (18) .
4) التهوين من شأن الكافرين ، وقوتهم .
فى مثل قوله تعالى{ إذ يريكهم الله فى منامك قليلاً ولو أراكهم كثيراً لفشلتم ولتنازعتم فى الأمر ولكن الله سلم }[الآية 43] .
وفى مثله قوله تعالى ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون
[الآية 59] .
وفى مثل قوله تعالى{ ذلكم وأن الله مؤهن كيد الكافرين }[الآية 18].
5) الأمر بامتلاك القوة التى تصل حد الإرهاب لأعداء الله تعالى وأعداء المسلمين .
فى مثل قوله تعالى{ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط
الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم }[الآية 60] .
6) بيان حكم الأسرى :
فى مثل قوله تعالى{ ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يثخن فى الأرض... }[الآيات 67-70] .
7) تخصيص الأقارب وذوى الأرحام بالميراث .
فى قوله تعالى وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض ...
إلى آخر السورة .
حادى عشر : بعض الدروس المستفادة
1) أن النصر من عند الله تعالى وحده .
قال تعالى{ وما النصر إلا من عند الله }[الآية 102] .
2) عدم إقرار المنكر بين أفراد المجتمع ، حتى لا يعمهم العذاب(14) .
قال تعالى{ واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة }[الآية 25] .
3) التنازع والخلاف : طريق الفشل والضعف .
قال تعالى{ ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين }[الآية 46] .
4) السلام مع العدو ، لا يكون سلاماً حقيقياً ، ولا جائزاً شرعاً ، إلا لمن امتلك القوة ، وأجاد استعمالها ، وأرهب الأعداء بها .
إذ أن الله تعالى لم يقل{ وإن جنحوا للسلم فاجنح لها } [الآية 61] .
إلا بعد أن أمرنا بامتلاك كل أنواع القوى ، وفى أفضل صورها وأوضاعها فى السلم والحرب .. فى قوله { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم }[الآية 60] .
5) أن إنفاق الأموال من أعداء الإسلام : لا يهدفون من ورائه إلا لتدمير الإسلام وإبادة أهله .. ظهر هذا الهدف بوضوح ، أو خفى إلا على الواعين الفاهمين الراصدين حركة أعداء الإسلام وأهله .
يستوى فى ذلك :
سيول القروض الربوية ، أو المنح الإذلالية .
وكذلك : الهبات السخية لتحديد نسل المسلمين .
أو الإنفاقات الهائلة لاستمرار التفوق عليهم فى جميع ميادين الحرب والسلم .
أو الإنفاق على البحوث العملية التى تمكن من ثقب الأوزون كما يقترح باحث يهودى – فوق الدول العربية تحجيماً لأعداد سكانها(19) .
ودليل على ذلك : فى قوله تعالى{ إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون }[الآية 36] .
ثانى عشر : مصادر المفاتيح و هوامش البحث
1- أنظر : السخاوى .. جمال القراء 1/36 .
الفيرزابادى .. بصائر ذوى التمييز 1/222.
البقاعى .. نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور (سورة الأنفال).
السيوطى .. الاتقان (النوع 17) .
2- القاسميى .. محاسن التأويل (تفسير الأنفال).
3- أنظر : الفيروزابادى .. بصائر ذوى التمييز 1/222
السيوطى .. الاتقان (النوع 17) .
4- أنظر : الفيروزابادى .. بصائر ذوى التمييز 1/222.
السيوطى .. الاتقان (النوع 17) .
السيوطى .. الدرر المنثور 9/3.
الآلوسى .. روح المعانى (تفسير الأنفال).
الشوكانى .. فتح القدير (تفسير الأنفال) .
السيوطى .. الدرر المنثور 9/3 .
الآلوسى .. روح المعانى (تفسير الأنفال).
الشوكانى .. فتح القدير (تفسير الأنفال).
5- البقاعى .. نظم الدرر (سورة الأنفال).
6- السخاوى .. جمال القراء 1/36.
7- سعيد حوى .. الأساس فى التفسير (تفسير الأنفال).
8- أنظر : مكى بن أبى طالب .. التبصرة ص 211.
السخاوى .. جمال القراء 1/36.
الآلوسى.. روح المعانى (تفسير الأنفال).
النيسابورى .. غرائب القرآن (تفسير الأنفال).
9- رشيد رضا .. تفسير المنار (تفسير الأنفال).
10- رواه : أبو داود .. كتاب الصلاة ، باب : من جهر بها – أى :
بسم الله الرحمن الرحيم .
الترمذى .. أبواب : تفسير القرآن ، باب : ومن سورة التوبة.
المستدرك .. كتاب : التفسير ، باب : تفسير سورة التوبة .
11- الآلوسى .. روح المعانى (تفسير الأنفال).
12- أى : فى عدم التوقيف .
13- تراجع الصلة بين الأنفال والأعراف ، وكذلك بين التوبة والأنفال .
14- القرطبى .. الجامع لأحكام القرآن (تفسير الأنفال).
15- أنظر : الشوكانى .. فتح القدير (تفسير الأنفال).
16- أنظر: رشيد رضا .. تفسير المنار (تفسير الأنفال).
الآلوسى .. روح المعانى (تفسير الأنفال).
17- رواه : البخارى .. كتاب التيمم ، باب "فلم تجدوا ماءً" .
18- سيد قطب .. فى ظلال القرآن (تفسير الأنفال).
19- القبس عدد 23/3/1989م.
فضيلة الدكتور عبد الحي الفرماوي
رئيس قسم التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر
|
 |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق