الإسراء والمعراج .. معجزة الخالق لرسوله الإعجاز العلمي في قوله تعالي:( سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً ....) [الآية: 1] | |
كانت حادثة الإسراء والمعراج بمثابة منعطف خطير في تاريخ الدعوة الإسلامية ، لما حملته من شحذ لهمة الرسول الكريم ، وتجديد لعزيمته ، وذلك بعد أن تحجرت قلوب أهل مكة ، فأعرضوا عن قبول الحق . فقد أراد الله سبحانه وتعالى أن يسري بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى فسري ، ورأي من آيات ربه ما رأي ، فما زاغ البصر وما طغي. فهيأ لعبده الخافقين ، وجعل في خدمته الثقلين ، وجند لشخصه الدارين ، فالسموات والأرض كانت أثناء رحلته تحت إمرته بقدرة ربه وعزته وجلاله.... يقول الامام محمد الغزالي: يقصد بالإسراء : الرحلة العجيبة التي بدأت من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بالقدس . ويقصد بالمعراج ما عقب هذه الرحلة من ارتفاع في طباق السموات حتى الوصول إلى مستوي تنقطع عنده علوم الخلائق ، ولا يعرف كنهه أحد ، ثم الأوبة – بعد ذلك – إلى المسجد الحرام بمكة . وقد أشار القرآن الكريم إلى كلتا الرحلتين في سورتين مختلفتين : ( سبحن الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا الذي بركنا حوله لنريه من ايتنا إنه هو السميع البصير ) وذكر قصة المعراج وثمرته بقوله : ( ولقد رءاه نزله أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشي السدرة ما يغشي ما زاغ البصر وما طغي لقد رأي من ءايت ربه الكبري ) فتعليل الإسراء – كما نصت الآية – أن الله يريد أن يري عبده بعض آياته .ثم أوضحت آيات المعراج أن الرسول عليه الصلاة والسلام شهد – بالفعل – بعض هذه الآيات الكبري . ومن الفوائد المستخلصة من أحاديث الإسراء والمعراج نوضح منها: 1- أن للسماء أبوابا حقيقية ، وحفظة موكلين بها . 2- إثبات الاستئذان ، وأنه ينبغي لمن يستأذن أن يقول : أنا فلان ، ولا يقتصر على ( أنا ) لأنه ينافي مطلب الاستفهام . 3- المار يسلم على القاعد ، وإن كان المار أفضل من القاعد . 4- استحباب تلقي أهل الفضل بالبشر والترحيب والثناء والدعاء . 5- جواز مدح الإنسان المأمون عليه الافتنان في وجهه . 6- جواز الاستناد إلى القبلة بالظهر وغيره ، مأخوذ من استناد إبراهيم إلى البيت المعمور ، وهو الكعبة في أنه قبلة من كل جهة . 7- جواز نسخ الحكم قبل وقوع الفعل. 8- فضل السير بالليل على السير النهار ، لما وقع من الإسراء بالليل ، ولذلك كانت أكثر عبادته ? بالليل ، وكان أكثر سفره ? بالليل ، وقال ? ( عليكم بالدلجة ، فإن الأرض تطوى بالليل ). 9- التجربة أقوي في تحصيل المطلوب من المعرفة الكثيرة ، يستفاد ذلك من قول موسى عليه السلام للنبي ? : أنه عالج الناس قبله وجربهم . 10- تحكيم العادة ، والتنبيه بالأعلى على الأدنى ، لأن من سلف من الأمم كانوا أقوى أبدانا من هذه لأمة ، وقد قال موسى في كلامه إنه عالجهم على أقل من ذلك فما وافقوه . 11- مقام الخلة مقام الرضا والتسليم ، ومقام التكليم مقام الإدلال والانبساط ومن ثم استبد موسى بأمر النبي ? بطلب التخفيف دون إبراهيم عليه السلام ، مع أن للنبي من الاختصاص بإبراهيم أزيد مما له من موسى ، لمقام الأبوة ، ورفعة المنزلة والاتباع في الملة. 12- الجنة والنار قد خلقتا ، لقوله في بعض طرق الحديث ( عرضت علي الجنة والنار ). 13- استحباب الإكثار من سؤال الله تعالى وتكثير الشفاعة عنده ، لما وقع منه في اجابة مشورة موسى في سؤال التخفيف . 14- فضيلة الاستحياء. وقد أجاز الشيخ الشعراوي رحلة الإسراء والمعراج بقوله : هي معجزة خرق الله فيها لرسوله قوانين الأرض وقوانين السماء ليريه من آياته الكبرى ويثبته ويفرض عليه أقدس العبادات وأقربها إلى الله – سبحانه وتعالي – وهي الصلاة . =========== المصدر: موقع : محيط. |
إجمالي مرات مشاهدة الصفحة
السبت، 17 ديسمبر 2011
الإسراء والمعراج .. معجزة الخالق لرسوله الإعجاز العلمي في قوله تعالي:( سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً ....) [الآية: 1]
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق