إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

سبحان الله والحمد لله والله أكبر

الخميس، 15 ديسمبر 2011

الإشارات العلمية فى القرأن الكريم بين الدراسه والتطبيق ( والراسخون فى العلم يقولون آمنابه كل من عند ربنا ) [ آل عمران : 7 ]

الإشارات العلمية فى القرأن الكريم بين الدراسه والتطبيق ( والراسخون فى العلم يقولون آمنابه كل من عند ربنا ) [ آل عمران : 7 ]
                لا يزال حقل الاعجاز العلمى فى القرأن الكريم من حقول الدراسات القرأنيه البكر التى لم تحفظ من العلماء والباحثين بمثل ما حظيت به حقول الاعجاز القرأنى الاخرى " بلاغية - تشريعيه- نفسي .. الخ " ولعل الاهتمام المكثف به لم يبدأ الا فى الربع الاخير من هذا القرن . فقامت على خدمته مؤسسات وعقدت له مؤتمرات ونهض به باحثون وسطرت فيه مؤلفات .
        كان من اخرها هذا الكتاب لمؤلفه -د. كارم غنيم الاستاذ المساعد بكلية العلوم بجامعة الازهر - بالقاهره عام 1995م صيلة معاناة وتفاعل مع هذه القضيه دامت قرابة خمسة عشر عاماً كان خلالها يحاضر بها ويكتب عنها فى الصحف السياره - كما جاء على لسان مؤلفه - ولعل هذا هو السبب فلا ضخامة هذا السفر إذ بلغت صفحاته645 صفحة من القطع الكبير ، وجدير بالذكر ان اهتمام المؤلف بحقل الاعجاز العلمى فى القرأن الكريم لم يقتصر على الجانب البحثى بل تجاوزه الى العمل العام من خلال موقعة بمصر ، وقد قسم المؤلف كتابة هذا الى مقدمه وخمسة ابواب ضمت تسعة عشر فصلاً ، فتحدث فى المقدمه عن اختلاف معجزه الاسلام الكبرى - القرأن الكريم - عن معجزات الرسالات السابقه فى كونها معجزه علمية متجدده متجاوزه دائرة الزمان والمكان ، ونحى باللائمه على الباثين والعلماء لتقاعسهم عن ابراز اعجازات القرأن الكريم العلمية ، التى وردت بالمئات فى ايات الكتاب العزيز .
        أما الباب الاول : وعنوانه " مجالات بث الايات القرأنيه " فتحدث المؤلف فى الفصل الاول منه عن القرأن المعجزه والاعجاز مبينا تأخر ظهور مصطلح المعجزه حتى اواخر القرن الثانى الهجرى ، وانه لم يرد فى ايات القرأن الكريم ، كما تدث المؤلف عن الاعجاز واراء العلماء فيه" بدءاً بأقوال الرمانى 296هـ . وانتهاءاً بالشيخ الشعراوى ، وقدم ببلوجرافيا اعجازية ضمت سبعين عنوانا لمؤلفات فى مختلف اوجه الاعجاز، ثم تعرض لنشأة الاعجاز وتطوره وانه بدأ منذ القرن الثانى الهجرى وكانت تتم تغذيته فى كل قرن عن طريق العلماءالمفسرين حتى قويت النزعه العلمية بحلول القرن الرابع عشر الهجرى على يد محمد رشيد رضا فى المنار ، وسيد قطب فى الظلال ومحمود محمد حجازى فلا التفسير الواضح.
        ثم تحدث المؤلف عن أوجه الاعجاز القرأنى ( اللغوى - البلاغى - البيانى - النفسى - التاريخى - التشريعى - الغيبى - الموسيقى ) مع التحفظ على هذا المصطلح الاخير فليس فى القرأن اصول الموسيقى وقواعد احكامها كما نقل المؤلف عن بعض الكتاب ، وتحدث عن الاعجاز العلمى مستشهداً بكلام الزندانى امين هيئة الاعجاز العلمى السابق .
        وفى الفصل الثانى : تحدث عن الايات القرأنيه فبدأ بالمعانى التى وردت فى كلمة اية وبين الحكمه من ذكر الايات الكونيه فى القرأن وانها تحوى اصول وجوامع العلم الواسع الدقيق عن الكائنات .

لماذا لم تجمع الايات الكونيه فى موضع واحد ؟


وعن حكمه عدم جمع الايات الكونيه كلها فى موضع واحد بالقرأن الكريم يقول :


(1) لاقتران هذه الايات بعقيدة البعث والتوحيد فناسب ان تذكر معها فى مواضعها .


(2) ان العلم التفصيلى بها ليس من مقاصد الوحى الذاتيه بل هو من كسب البشر .


(3) انها لو جمعت فى موضع واحد - كبيان جميع اطوار الكوين - لتعذرفهمها قبل تحصيل مقدماته بالبحث العلمى .

        ثم ذكر سبباً لا علاقه له بالحكمه من عدم جمع الايات الكونيه فى موضع واحد بالقرأن وهو الشقاق الدينى والسياسى الذى تعرضت له الحضاره الاسلامية

* وتحدث فى الفصل الثالث : تحت عنوان " القرأن كلمات الله " بكلام شبق ذكره فى الفصول الاخرى . عن حكمة النزول القرأنى منجماً وافتراق المعجزه الاسلامية عن غيرها . الخ .( ومما يبعث على التساؤل فى هذا الفصل لم يتجاوز خمس صفحات انه اشار فى مقدمتة الى ان جل مادته مأخوذه من متابين هما " توحيد الخالق " للشيخ الزندانى ، والاسلام يتحدى " لويد الدين خان . فإذا كانت مادة هذا الفصل متضمنه فى فصول اخرى وما بقى منها مأخوذه من هذين الكتابين فما الداعى لمعالجته كفصل مستقل ؟ اما الفصل الرابع وعنوانه " تفسير القرأن الكريم - التطور الزمنى والمذاهب المتنوعه " فقد عرف فيه المؤلف علم التفسير وبين اهميته ومراحلة التى بدأت بالتفسير بالمأثور عن النبى صلى الله عليه وسلم وتبعتها المرحلة الثانيه التفسير بالمأثور عن الصحابة والتابعين ، ثم المرحلة الثالثه . التفسير المعنى باللغويات فالرابعه التفسير بالرأى ثم المرحلة الخامسه وهى مرحلة ابراز وجة الاعجاز العلمى للايات الكوونيه فى القرأن .


ثم عاد بعد ذلك للحديث عن المذاهب واتجاهات التفسير قديماً وحديثاً .


أما الفصل الخامس : فقد تحدث فيه المؤلف عن شروط التفسير كما ذكرنا الغزالى فى احياء علوم الدين والسيوطى فى الاتقان ، ودير كوندروز الب ( احد تلاميذ النورسى ) ورشيد رضا ، والبوطى .


وفى الفصل السادس : وتحت عنوان "تأويل أى القرآن الكريم " أورد كلام بعض العلماء كالاصفهانى والثعلبى والسيوطى والماتريدى وغيرهم للتفريق بين التفسير والتأويل خلاصته :

        أن التفسير أعم من التأويل لان الثانى إخبار عن حقيقة المراد بينما الاول إخبار عن دليل المراد وكشف لظاهر المعانى وأنه من باب الرواية مبيناً ان الاصل فى تفسير القرآن قيامه على ظاهر معنى ألفاظه ما لم يمنع مانع عقلاً أو شرعاً فإذا وجد مانع فللعلماء مذهبان :

(1) مذهب السلف : الاخذ بظاهر المعنى والتصديق به مع تفويض معرفة حقيقته الى الله تعالى عملاً بقوله سبحانه (والراسخون فى العلم يقولون آمنابه كل من عند ربنا ) (آل عمران :7).


(2) مذهب الخلف : التأويل للضروة منعاً من الوقوع فى التشبيه وقطعاً لدابر كل شبهة قد تعلق بالقلب بشأن صفات الله جل وعلا ثم أنهى المؤلف حديثه :بالتأويل : عند فضيلة الشيخ عبد المجيد الزندانى (فأورد قوله : ان التأويل نوعان :


أ- نوع يعتمد على السماع ويفهم طبقاً لقواعد اللغة العربية .


ب- ونوع يعتمد على المشاهدة وبه تتجلى التفاصيل والكيفيات من خلال استقراء الواقع فى الافاق وما تحمله مسيرة الزمن من وقائع وأحداث من خلال ما يفتح الله به على أهل كل عصر من الكشوف والمنجزات العلمية فإذا استقر النبأ أرى الله عباده تفاصيل ودقائق ما مله النص من دلالات فتكتمل القيقة ويتجلى الإعجاز "لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون "[الانعام :67 ] .

        أما الباب الثانى : وعنوانه "شرح الايات الكونية وفهم الاشارات العلمية قديماً وحديثاً على مر الزمان " فاستعرض فيه آراء المنكرين والمؤيدين لنزعة التفسير العلمى الأيات الكونية فى القرآن فذكر من المنكرين : الشاطبى ، الذهبى ورشيد رضا والمراغى وأمين الخولى ومن المؤيدين : أبو حامد الغزالى ، والرازى ، والسيوطى ومحمد فريد وجدى ، ومصطفى محمود ، الزندانى ، وغيرهم ثم ناقش حجج المعارضين وفند أدلتهم مبيناً ما يلى :

1- أن القرآن نزل على البشرية على إختلاف ثقافات عصورها وتنوع علوم أهلها .


2- آن استخدام علوم العربية فى بيان آوجه الاعجاز القرآنى لم يكن موجوداً فى عصر النبوة وإنما فى عصور متأخرة فلماذا نجيز لهؤلاء استخدام علومهم ونحرم علماء الكونيات من تسخير علومهم لتجلية جوانب الإعجاز العلمى لآيات القرآن .


3- كون القرآن كتاب هداية للبسر وليس كتاب فلك او أرصاد لا يتعارض مع كونه متضمناً لأدوات ووسائل الهداية التى قد تكون بالاحكام الشرعية كما تكون بالدعوة للنظر والتأمل فى بديع صنع الله .


4- رد على القائلين ،بأن ما يسمى حقائق علمية ليست سوى فروض ونظريات متغيرة لا يجوز ربطها بالنصوص المقدسة إلا إن رده كان متسماً بالعمومية (وكان الاولى به القول بأن الاعجاز يتعامل مع الحقائق العلمية المستقرة ولا يتعامل مع النظريات المتغيرة ويربطها بالنصوص ، فحقيقة أطوار الجنين مثلاً عندما تعامل معها الاعجاز فباعتبارها حقيقة علمية لن يأتى العلم يوماً لينفى وجود هذه الاطوار أو يرتبها بعكس ما يصورها القرآن (نطفة - علقة - مضغة) الخ وكذلك البرزخ بين البحار وقلة الاكسجين فى طبقات الجو العليا .. الخ .

        الفصل الثانى : خرافات وأباطيل يجب إزالتها وتحدث فيه المؤلف عن بعض الإسرائيليات التى تسربت الى كتب التفسير مبيناً أسبابها مشيراً الى ضرورة تنقية التفاسير من هذه التفاسير من هذه الخرافات والاستفادة بعلماء التخصصات الكونية من المسلمين وغيرهم بعد أن توزن اقوالهم بميزان الشرع الحكيم .
        الفصل الثالث : إشراف وتمحل يجب استبعاده وساق فيه المؤلف عدداً من النماذج التى أدلت بدلوها فى ميدان الاعجاز العلمى بغير منهجية دقيقة محاولة التأكيد على سبق القرآن للعلوم الحديثة مما أضر بالفكرة وسطحها .
        ومما يؤخذ على هذا الفصل أنه لم يورد مرجعاً للنموذج التاسع الذى نقل فيه عن بعض الكتاب تفسيره لقول الحق سبحانه " والتين والزيتون " أن " التين" هو بوذا حيث بات ليلة تحت شجرة التين "والزيتون" إشارة لعيسى ،"وطورسنين" إشارة لرسالة موسى "والبلد الامين " رمز للنبوة المحمدية .

الباب الثالث : التأصيل الاسلامى لدراسة الآيات الكونية فى القرآن .

        وتحدث فى الفصل الاول منه عن "دعائم العلوم من منظور إسلامى " فذكر : الإثراء الايمانى - حظر الولوج لعالم الغيب - الامانة العلمية - التميز بالشخصية الاسلامية - الانفتاح على كافة العلوم والمعارف - والاخلاص لله سبحانه .
        وفى الفصل الثانى : تحدث عن معنى الكون والآفاق الكونية وخصائص العرض القرآنى للكون كالشمول والااطة والديناميكيةالدائبة وترشيد علاقة الانسان بالكون وتحدث عن منهج القرآن فى آيات الكون وأنه بالقدر الذى يعين الانسان على أداء رسالته فى الحياة ويهديه الى طريق الله عبر صياغة تتواءم مع الازمنة والبيئات والثقافات .

الفصل الثالث : سبل الدعوة الاسلامية فى العصر الحديث وتحدث فيه عن حكم الدعوة الاسلامية وإختلاف وسائلها باختلاف المخاطبين وأن بحث الآيات الكونية يعد فتحاً جديداً فى مجال إقناع غير المسلمين بعد أن تعاظم دور العلم فى هذا العصر .


الفصل الرابع :"المنهجيات المتفرقة وأصول المنهج الصحيح لدراسة الآيات الكونية" وقد عرض فيه المؤلف لأبرز المنهجيات الموجودة فى مجالات التفسير والإعجاز العلمى ومن بينها منهجية د/ عبد الحافظ حلمى : والذى ركز فى منهجيته على ضرورة توافر عدة أمور لمن يتصدى للبحث فى مجال الإعجاز العلمى منها :


1- التخصص .


2- الإلمام بقواعد اللغة العربية .


3- إجادة فهم الالفاظ القرآنية .


4- الألمام بعلوم القرآن .


5- الاستعداد الشخصى إذا لم تتوافر هذه الشروط فى شخص واحد ينصح بتشكيل فريق عمل يكون بينه تنسيق واضح وخطة سليمة حتى يمكن ان ينتجوا للناس عملاً مرموقاً "

        كما تعرض لمنهجيات عدد من العلماء أمثال الشيخ محمد أبو زهرة الشيخ الزندانى د/محمد الغمراوى ،د/الفندى د/محمد علىالبار ، د/ منصور حسب النبى بعد أن عرض لأرائهم ومنهجياتهم وناقش بعضها انتقل الى الحديث عن أصول المنهج الصحيح لدراسة الآيات الكونية واضعاً عدداً من الضوابط منها :

1- الرجوع للمأثور عن النبى .


2- الاستئناس بالتفاسير المختلفة .


3- التضلع بعلوم مساعدة لعلوم العربية وعلوم القرآن .


4- التثبت من الحقائق العلمية .


5- مراعاة تعدد المعانى للفظ .


6- الوحدة الموضوعية .


7- عدم سلخ الآيات عن سياقها الكلى .


8- إلتزام شروط التأويل .


الفصل الخامس " موسوعة التفسير المنشودة "

        وقد نادى المؤلف فى هذا الفصل بضرورة إنشاء موسوعة تفسيرية للعلوم الكونية فى القرآن تبرز الانسجام والتوافق بين الآيات القرآنية تبرز الانسجام والتوافق بين الايات القرآنية وحقائق العلوم الحديثة وبيان اوجه الاعجاز العلمى فيها ويتمنى ان تقوم هيئة الاعجاز العملى بمكة المكرمة مع مجمع البحوث الاسلامية والمجلس الاعلى للشئون الاسلامية بمصر للعمل على انقاذ هذه المهمة .

الباب الرابع "نماذج تطبيقية" ويمثل هذا الباب فى حقيقته نصف عنوان الكتاب وقد عالجه المؤلف فى فصلين : قدم فى الفصل الاول نماذج لغير المسلمين وتناول فيه موضوعاً واحداً فى كل مجال من المجالات الكونية .


1- توسع الكون وبين فيه ان ذلك ما اشارت اليه الاية الكريمة (والسماء بنيناها بأيد وانا لموسعون) {الذاريات:47} ويؤخذ عليه انه لم يشر الى المفسرين الذين ذهبوا الى هذاالمعنى فضلاً عن إغفاله الحديث عن أى ناحية شرعية أو لغوية للاية . كما لم يضمن حديثه اى مراجع علمية استقى منها معلوماته .


2- ثم تحدث فى علم الارصاد الجوية عن السب والامطار ولم يذكر اية مراجع علمية كما جاء رده الشرعى محدوداً خالياً من المراجع التفسيرية او اللغوية الضرورية جداً فى البحث مثل هذا الموضوع ولم يبين أوجه الاعجاز ممايقلل من صلاحية هذه النماذج بهذا الشكل لتقديمها لغير المسلمين .


3- ثم تحدث فى علم البحار والمحيطات عن الحواجز البحرية ولم تختلف طريقة عرضه عما سبق .


وفى الفصل الثانى "نماذج للمسلمين" قدم المؤلف بعض الامثلة نذكر منها :


- الجراد : وعرفه لغوياً - رغم عالميته - فى حين اغفل الالفاظ التى كانت بحاجة الى التعريف فى النماذج السابقة لغير المسلمين ، ومع إطالته وإسهابه فى هذا النموذج الا انه لم يبرز وجه الاعجاز فيه بل اكتفى بقوله (وهذه محاولة متواضعة لإجلاء وجه الاعجاز لأية قرآنية شبه الله فيها انتشار الناس يوم البعث وتحولهم للعرض على ربهم بالجراد فى انتشاره فى أجواء الفضاء او هى صورة تشبيهية لتقريب الموقف ) صــــــ 386 !!


وهو نفس ما صنعه المؤلف فى بعض الامثلة التى ساقها فى هذا الفصل عند حديثه عن :


- المن والسلوى ، فأسهب فى فضيلة المن ونعم الله على بنى إسرائيل ولم يذكر إعجازاً واضحاً .


- أما نموذج النحل فقد عرضه بشكل ممتاز واضعاً له مقدمة وتمهيداً وتحدث عن أقوال المفسرين بشئ من التفصيل حول الايتين مبيناً ان كامة "أتخذى" الواردة فى الآية الكريمة " وأوحى ربك الى النحل " جاءت بصيغة المؤنث لتقدم لفتة علمية وهى : ان أغلب أعمال الحياة فى الخلية تقوم بها الشغالات وهن أناث عقم وإضافة لهذا فإن الملكة يعتبر وجودها هو الاساس لحياه مجتمع النحل فى الخلية ، وإن هذا يمثل وجهاً جديداً للإعجاز فى فهم هذه الكلمة القرآنية الكريمة ثم تحدث عن الاية الثانية " ثم كلي من كل الثمرات " فأورد مقولات المفسرين وأتبعها بالمعالجة العلمية ثم انتهى الى ان المقصود بالثمرات هنا "حبوب اللقاح " لعدم مقدرة النحل على قطع أو خدش جلد الثمار بل تأكل -فقط- ما تجده من عصير ظاهر نتيجة النضج المفرط لبعض الثمار أو قطع جلد بعض الثمار بواسطة بعض الطيور والحشرات ، وعن المقصود بالسبل بين أنها المسارات والمسالك الموجودة فى الجو والتى يسلكها النحل فى رحلاته للحصول على الطعام والغذاء عن طريق ما أودعه الله فى دماغها من الخرائط والبوصلة وأجهزة قياس الارتفاع وسرعة الهواء التى تمكنها من التغلب على الصعاب ثم انتقل الى العسل "يخرج من بطونها شراب" فأورد مقولات المفسرين فى مكان خروج العسل من النحل وأن الجمهور على انه يخرج من أفواهها وأن كلمة بطون مجازية أى بواطنها وأن اختلاف ألوانه مرجعه لاختلاف المراعى ثم أتبعه بالمعالجة العلمية وانتهى الى ان الشراب يخرج من منطقى البطن التى توجد بها حوصلة العسل وغدد إنتاج مواد أخرى وأن الشراب ليس المقصود به العسل فقط بل الى جانب ذاك هناك سم النحل وغذاء الملكات والشمع إذ هو سائل قبل تعرضه للهواء .

        وعن الشفاء :"فيه شفاء للناس " أورد مقولات المفسرين ثم اتبعها بالمعالجة العلمية وبين أن الضمير عائد على الشراب و وإن ركزت أغلب الدراسات على العسل وذكر من فوائده العلاجية : الشفاء من الامراض الجلدية والجهاز الهضمى والامراض العصبية .
        وينتهى هذا الباب لننتقل الى الباب الخامس والاخير وقد خصصه المؤلف للحديث عن الندوات والمؤتمرات التى عقدت فى السنوات الماضية لدراسة مجالات الاعجاز العلمى فى القرآن والسنة .
        ثم خصص الفصل الثانى للحديث عن الهيئات والجمعيات فذكر هيئة الاعجاز العلمى فى القرآن والسنة بمكة المكرمة نشأتها وأهدافها ورسائلها ومنجزاتها ثم جمعية الاعجاز العلمى للقرآن والسنة بمصر .
        وخصص الفصل الثالث لاستعراض بعض المشروعات الخاصة فبداً بالحديث عن مشروع الإعجاز الهندسى فى القرآن بالقاهرة الذى تتبناه دار المجد للدراسات والبحوث الهندسية مبيناً أهدافه وسائله .
        ثم تحدث عن مشروع " آيات إلاهية" العالمى وهو موجه بالدرجة الاولى لغير المسلمين يعرض لهم سنن القرآن لكل اكتشاف ويعرض عليهم أصول المنهج العلمى من خلال آيات القرآن مبيناً ان المشروع يضم أكثر من مائة وعشرين موضوعاً فى شتى العلوم الكونية والتجريبية وانه يعد نواة لمشروع اكبر واضخم ، هو مشروع "الموسوعة الكبرى لتفسير القرآن الكريم "

وأنهى المؤلف كتابه بإيراد الكلمة التى ألقاعا بمناسبة حفل تسلمه جائزة خدمة الدعوة والفقه الإسلامى - من وقف المستشار محمد شوقى الفنجرى فى 20/6/1992م .

        وهكذا وصلنا بك عزيزى القارئ الى نهاية هذا الكتاب الذى سبح بنا فى آفاق الإعجاز القرآنى والدراسات التى كتبت حوله والمنهجيات التى اتبعت فى كتابها والهيئات والمشروعات القائمة على خدمته .
        ولا نملك فى نهاية المطاف إلا ان نشكر الله عز وجل ان وفق الدكتور كارم غنيم الى هذا الجهد العلمى المشكور الذى يعد إضافة طيبة الى المكتبة الاسلامية فى حقل الإعجاز العلمى .
        نسأل الله عز وجل أن يجزل له العطاء وأن يجرى قلمه دائماً فى خدمة بيان دلائل إعجاز القرآن الكريم والسنة وعلى الله قصد السبيل .

ليست هناك تعليقات:

« كَفَّارَةُ المَجْلِسِ »

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ في مَجْلِسِهِ ذَلِكَ » .