إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

سبحان الله والحمد لله والله أكبر

الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

معيار الخير والشر في نفسك!!

معيار الخير والشر في نفسك!!
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


و جود الخير والشر في النفس البشرية أمر لا جدال فيه، ولكن قد تتوفر للعبد من مقومات السوء ما يثير في نفسه كل نوزاغ الشر على اختلاف ألوانها؛ لدرجة تجعل العبد يظن أنه لا يوجد في نفسه خير أبداً!!

معيار الخير والشر نفسك!!

والعكس من ذلك صحيح، فقد يحاط العبد ببيئة صالحة، تزخر بألوان الخيرات والحث على الطاعات، ما يجعل العبد يظن في نفسه أنه من خواص عباد الله، وأنه لا يوجد في نفسه ولا حتى رائحة الشر!!

معيار الخير والشر نفسك!!

والصحيح أن النفس البشرية عالم مجهول الأعماق!! يحوي بداخله الكثير من المقومات الدفينة الباطنة ما يعجر العبد عن الإحاطة به علماً، ومن العجيب أن هذه المقومات قد تكون كفيلة بأن تجعل العبد إماماً في الصلاح، كما أنها كفيلة بأن تجعله إماماً في الفجر والفساد عياذاً بالله!!

معيار الخير والشر نفسك!!



ومن رحمة الله بنا، ولطفه بعقولنا، أنه اختصر لنا كل هذه المجاهيل؛ حتى لا تضل عقولنا بين شعابها، ولا تغلب علينا الحيرة بسبب متناقضاتها في قوله تعالى : (ونفس وما سواها (7) فألهمها فجورها وتقواها (8) قد افلح من زكاها (9) وقد خاب من دساها (10) ) سورة الشمس


فإذا استقر لدينا العلم بأن النفس البشرية بها من مقومات الخير والشر، ما يجعل رجلاً مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والذي كان يضرب به المثل في الشدة والغلظة، حتى قال عنه قائلهم : ( لو أسلم حمار عمر ما أسلم عمر!!) ثم يسلم ليكون فاروق هذه الأمة الذي ضرب به المثل في العدل والقسط ورقة القلب، لأقيمت الحجة على كل عبد فينا أنه لا عذر لأحد في وجوب البحث عن كافة مقومات استفنار كل قوى الخير في نفوسه؛ للاستقامة على أمر ربه، والبعد كل البعد عن كافة عوامل ومثيرات السوء التي تستنفر قوى الشر فيها، نجاة بها من عذاب ربها!!

معيار الخير والشر نفسك!!



وعليه فإذا وفق الله العبد لطاعته فليحمده على ذلك، ولينظر في الأسباب التي أعانته عليها ليستكثر منها، لأن ذلك من أسباب تزكية النفس التي تجعل خيره يغالب شره.

معيار الخير والشر نفسك!!



أما إذا سقط العبد في معصية، فلا يستعظم حدوث ما هو وراد أصلاًَ في حق العباد؛ باعتبار وجود مقومات الشر في نفوسهم، وإنما عليه أن يسارع بالندم ويعقد العزم على التوبة، ولن يكون ذلك إلا بالبحث عن الأسباب المؤدية لوقوعه في تلك المعصية؛ كي يبتعد عنها، سداً لذرائع استثارة الشر في نفسه من جهة، وسعياً لتدراك نفسه من المزيد من الانهيار فيها من جهة أخرى!!

معيار الخير والشر نفسك!!


وعليه . . فلا يزال العبد في صراع دائم بين مقومات الخير والشر في نفسه حتى يلقى الله تعالى، ولا نهاية لهذا الصراع أبداً حتى تخرج الروح من الحلقوم!!

معيار الخير والشر نفسك!!

والحي لا تؤمن عليه الفتنة!!
معيار الخير والشر نفسك!!

فإن عمد إلى أسباب تزكية نفسه وصدق في الأخذ بها، فسوف يسهل عليه معرفة معيار ما في نفسه من الخير والشر من خلال مراقبة أعماله، فيزيد خيره ويقل شره.

معيار الخير والشر نفسك!!




أما إن غفل عن ذلك واستسلم لنوزاغ الشر في نفسه، فسوف تذهب به تلك الغفلة وذلك الاستسلام إلى واد سحيق من التيه والضياع!! يعيش فيه عبثاً ويموت فيه هدراً!! بعدما ضاعت عليه فرصة هذه الحياة التي كان بمقدوره أن يضبط فيها مسيرته إلى الله من خلال مراقبة أعماله فيها؛ لمعرفة معيار الخير والشر في نفسه!!

معيار الخير والشر نفسك!!


منقول

ليست هناك تعليقات:

« كَفَّارَةُ المَجْلِسِ »

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ في مَجْلِسِهِ ذَلِكَ » .