الدعوة في القر آن |
الدعوة مأخوذة من الدعاء ومن معانيها ،النداء والصيحة والحث. وقد جاءت هذه المعاني في القرآن الكريم منها قوله تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ) (فصلت 33). أي لا أحد أحسن قولا منه ، ومن أحسن قولا من الداعي إلى الله وطاعته وهو محمد صلى الله عليه وسلم . وقوله تعالى: ( وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ) (يونس 25). أي يحث الناس على اتباع الطريق الموصل إلى الجنة ونوجز هذه التعريفات في القول بأن الدعوة مفهوم شامل لكل طلب ونداء . أما في الاصطلاح فقد حاول العلماء إعطاء الكلمة مفاهيم متعددة لتجتمع في نهاية الأمر على هدف واحد . - فالدعوة هي عملية إبراز للمبادئ الإسلامية وتنفيذها في الواقع الحسي الملموس. - وهي كذلك قيام العلماء المختصين في الحقل الشرعي بتعليم الجمهور من العامة ما يبصرهم بدينهم ودنياهم . - أو حث الناس على الخير والهدى ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتحقيق العزة في الدنيا والفوز بالنعيم الأبدي يوم القيامة . ويمكن أن نعرف لدعوة بأوسع من ذلك : فهي حركة إحياء للنظام الإلهي الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وإحياء لموات القلوب السائمة في ظلمات الضلال والكفر . قال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) (الأنفال 24). الدعوة من خلال القرآن : يعد القرآن الكريم المرجع الأول والأساسي للدعوة والدعاة فقد حوى موضوعات الدعوة ومناهجها وقضاياها ومن آيات القرآن الكريم يستمد الدعاة زادهم ، وعلى هداهم يرسمون مناهجهم ، ومنه يأخذون أساليبهم، وفي ضوئه يرومون هداية الناس بما يلائم طبائعهم ونفسيا تهم ، ويعالجون مرضهم ، وبه يصقلون أفكارهم ، ويشحذون عزائمهم ، ويزيلون غبار الإثم والفواحش عن قلوبهم وبصائرهم . قال تعالى (شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا(45)وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنْ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا) ( الأحزاب 45-47). وقد جاء في القرآن الكريم أن تبليغ رسالة السماء مهمة الرسل عليهم السلام ، وكلهم دعوا الناس إلى الالتزام بتعاليم رسالة السماء التي تقوم على أساس التوحيد وإفراد الله بالعبادة . -فهذا نوح عليه السلام يقول لقومه : (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (الأعراف 62). ويقول لهم ( قَالَ يَاقَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِي). (نوح 302). -وهذا هود عليه السلام يقول لقومه : (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ) (الأعراف 68). -وهذا محمد صلى الله عليه وسلم يقول له ربه عز وجل : -( يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) ( المائدة 67). وقد حدد القرآن الكريم مهمة الرسول المتمثلة في التبليغ ودعوة الناس إلى المبادئ التي بعث من أجلها . وقال الله تعالى : (وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ)( النور 54). وصدق الله العظيم إذ يقول : (فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) (النحل 35). كما استعمل القرآن الكريم عددا من الكلمات للتعبير عن تبليغ الدعوة وإقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . فقد استعمل كلمة (( أنذر )) في قوله عز وجل : ( يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) ( المدثر 1/2). وقوله أيضا (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) ( الشعراء 214). كما استعمل كلمة (( أدع )) في مواضيع عدة نقتصر على ذكر بعض منها . قال تعالى : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ)( يوسف 108) . وقوله عز وجل : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ)( النحل 125 ). وقوله تعالى : (فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ) ( الشورى15). ومن خلال هذه الآيات البينات نري أن القرآن الكريم خاطب المرسلين عامة ومحمد صلى الله عليه وسلم بوجوب تبليغ الدعوة للناس . كما بينت هذه الآيات أن مهمة الدعوة إلى الله تعالى تلزم أتباع الرسل من الدعاة في كل عصر . وقد تميزت الأمة الإسلامية بالخيرية لأنها اشتركت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شرف حمل الرسالة وتبليغها للناس ،والقيام بالدعوة إلى الله تعالى وهو مبدأ عظيم تتوارثه الأمة جيلا بعد جيل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها . قال تعالى : ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ) ( أل عمران 104). وقال أيضا : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمْ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمْ الْفَاسِقُونَ ) ( أل عمران 110 ). |
إجمالي مرات مشاهدة الصفحة
الاثنين، 19 ديسمبر 2011
الدعوة في القر آن منقول
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق