إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

سبحان الله والحمد لله والله أكبر

الاثنين، 19 ديسمبر 2011

الصدق في القرآن

الصدق في القرآن
ورد الصدق في القرآن الكريم في عدة آيات فيها الحث على الصدق، وكونه ثمرة الإخلاص والتقوى، فمنها:

1- قوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين), التوبة: 119.
أي: كونوا مع الصادقين في أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم، الذين أقوالهم صدق وأعمالهم وأحوالهم لا تكون إلا صدقاً خالية من الكسل والفتور، سالمة من المقاصد السيئة مشتملة على الإخلاص والنية الصالحة..

2- وقوله تعالى: ( ليجزي الله الصادقين بصدقهم ), الأحزاب: 24, أي: بسبب صدقهم في أقوالهم وأحوالهم، ومعاملتهم مع الله، واستواء ظاهرهم وباطنهم.

3- وقال الله تعالى: ( هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا) ,المائدة: 119, أي: أن صدقهم في الدنيا ينفعهم يوم القيامة، وأن العبد لا ينفعه يوم القيامة ولا ينجيه من عذابه إلاّ الصدق .

4- وقال تعالى ( وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم ) ,يونس: 2, أي: إيماناً صادقاً بأن لهم جزاء موفور، وثواب مدخور عند ربهم بما قدموه وأسلفوه من الأعمال الصالحة الصادقة.

5- وقال تعالى ( والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون), الزمر: 33.

- قال ابن القيم: فلا يكفي صدقك بل لا بد من صدقك وتصديقك للصادقين؛ فكثير من الناس يصدق، ولكن يمنعه من التصديق كبر أو حسد أو غير ذلك.

6- ووصف الله نفسه به فقال سبحانه: ( قل صدق الله ) ,آل عمران: 95, وقال سبحانه ( ومن أصدق من الله حديثا ) النساء: 87.

7- وقد قال تعالى ( قدم صدق), يونس: 2، وقال أيضاً(  لسان صدق) , مريم: 50, وقال أيضاً: (مقعد صدق) القمر: 55}.

8- قال الله تعالى: (فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم) ،   (محمد:21) .
9- قال الله تعالى : (  وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم), يونس: 2, قال ابن عباس (قدم صدق): منزل صدق بما قدموا من أعمالهم .

10- وقال تعالى: (  وجعلنا لهم لسان صدق عليا), مريم: 50, فعن ابن عباس في قوله تعالى: (  وجعلنا لهم لسان صدق عليا ), مريم: 50, قال: الثناء الحسن .

11- وقال تعالى( إن المتقين في جنات ونهر, في مقعد صدق), القمر: 54، 55 أي: مجلس حق لا لغو فيه، ولا تأثيم وهو الجنة.

12- وقوله ( وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق), الإسراء: 80, أي: اجعل مداخلي ومخارجي كلها في طاعتك، وعلى مرضاتك وذلك لتضمنها الإخلاص وموافقتها الأمر.

قال (ابن القيم: ) فهذه خمسة أشياء: (مدخل الصدق)، و(مخرج الصدق)، و(لسان الصدق)، و(قدم الصدق )، و(مقعد الصدق) وحقيقة الصدق في هذه الأشياء هو: الحق الثابت المتصل بالله الموصل إلى الله، وهو ما كان به وله من الأقوال والأعمال، وجزاء ذلك في الدنيا والآخرة, ف( مدخل الصدق، ومخرج الصدق) أن يكون دخوله وخروجه حقاً ثابتاً بالله وفي مرضاته بالظفر بالبغية وحصول المطلوب ضد مخرج الكذب ومدخله الذي لا غاية له يوصل إليها، ولا له ساق ثابتة يقوم عليها كمخرج أعدائه يوم بدر, ومخرج الصدق كمخرجه هو وأصحابه في تلك الغزوة، وكذلك مدخله المدينة كان مدخل صدق بالله ولله وابتغاء مرضاة الله فاتصل به التأييد والظفر والنصر وإدراك ما طلبه في الدنيا والآخرة بخلاف مدخل الكذب الذي رام أعداؤه أن يدخلوا به المدينة يوم الأحزاب فإنه لم يكن بالله ولا لله بل كان محادة لله ورسوله؛ فلم يتصل به إلاّ الخذلان والبوار، وكذلك مدخل من دخل من اليهود المحاربين لرسول الله صلى الله عليه وسلم حصن بني قريظة فإنه لما كان مدخل كذب أصابه معهم ما أصابهم فكل مدخل معهم ومخرج كان بالله ولله وصاحبه ضامن على الله فهو مدخل صدق ومخرج صدق، وكان بعض السلف إذا خرج من داره رفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم إني أعوذ بك أن أخرج مخرجاً لا أكون فيه ضامناً عليك يريد أن لا يكون المخرج مخرج صدق، ولذلك فسر مدخل الصدق ومخرجه بخروجه من مكة ودخوله المدينة، ولا ريب أن هذا على سبيل التمثيل فإن هذا المدخل والمخرج من أجل مداخله ومخارجه وإلاّ فمداخله كلها مداخل صدق ومخارجه مخارج صدق إذ هي لله وبالله وبأمره ولابتغاء مرضاته, وما خرج أحد من بيته ودخل سوقه أو مدخلاً آخر إلا بصدق أو بكذب فمخرج كل واحد ومدخله لا يعدو الصدق والكذب).
وورد في السنة أحاديث كثيرة في فضل الصدق منها:

1- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، وما يزال العبد يكذب، ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً " . رواه البخاري ومسلم.

- قال ابن العربي: بين أن الصدق هو الأصل الذي يهدي إلى البر كله، وذلك لأن الرجل إذا تحرى الصدق لم يعص أبداً؛ لأنه إن أراد أن يشرب أو يزني أو يؤذي خاف أن يقال له زنيت أو شربت فإن سكت جر الريبة، وإن قال: لا، كذب، وإن قال: نعم، فسق، وسقطت منزلته وذهبت حرمته.

2- عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم" .. ,أخرجه الإمام أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد..

3- عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنا زعيم ببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب، وإن كان مازحاً " . رواه البيهقي. قال الألباني ( حسن ), صحيح الترغيب والترهيب [3 / 6 ].

4- لما سأل هرقل ابا سفيان (رضي الله عنه): فماذا يأمركم؟ يعني النبي صلى الله عليه وسلم, قال ابو سفيان اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة) رواه البخاري.
-5 وقيل له صلى الله عليه وسلم, من خير الناس؟ قال: (ذو القلب المخموم واللسان الصادق), رواه ابن ماجه وصححه الألباني .

ليست هناك تعليقات:

« كَفَّارَةُ المَجْلِسِ »

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ في مَجْلِسِهِ ذَلِكَ » .