إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

سبحان الله والحمد لله والله أكبر

الاثنين، 19 ديسمبر 2011

الإصلاح فى القرآن

الإصلاح فى القرآن
الصلاح هو الغاية المطلوبة في أعمال العباد وأقوالهم وأحوال قلوبهم، فبغير الصلاح لا يقبل عمل ولا تحصل قربى، ولا تلقى البركة في الأموال والأنفس والثمرات. إنه لشيء عظيم أن يكون الإنسان صالحاً في قوله وعمله، ولكنه شيء أعظم أن يكون مصلحاً في قوله وعمله. فالصالح قد كفى الخلق همه، وأما المصلح فقد حمل هموم الخلق وتصدى لإصلاحهم. إن الصلاح يستجلب به الخير والبركة والنماء، أما الإصلاح فيستدفع به الشر والهلاك والغناء، قال - تعالى -: { وما كان لربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون}  [هود/117].


* الإصلاح في القرآن:

الصلاح يستعمل في القرآن ضد الفساد، والإصلاح ضد الإفساد، وكل من الصلاح والفساد مختصان في أكثر الاستعمال بالأفعال، وقوبل الصلاح في القرآن تارة بالفساد وتارة بالسيئة، وإصلاح الله - تعالى - الشيء يكون تارة بخلقه إياه صالحاً وتارة بإزالة ما فيه من الفساد بعد وجوده، وتارة يكون بالحكم له بالصلاح

ونحن إذا تأملنا حديث القرآن عن موضوع الإصلاح والصلاح سنجد أنفسنا أمام حقائق هامة في الموضوعات التالية:

أولاً: منزلة الصلاح والإصلاح في الدين:

- الإصلاح بين الناس وصية الله، قال - تعالى -: { فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم }  [الأنفال/1].
{ إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم }  [الحجرات/100]، { والصلح خير }  [النساء/224].
{ ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس}  [هود/88].

- الإصلاح وصية الأنبياء ومنهاجهم. قال هود - عليه السلام -: { وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه، إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت }  [هود/88]، و { قال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين}  [الأعراف/142].

- الصلاح دعاء المؤمنين ورجاء المصلحين: { وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين}  [الأحقاف/15]، { وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين}  [النمل/19]، { توفني مسلماً وألحقني بالصالحين}  [يوسف/101]،{ رب هب لي حكماً وألحقني بالصالحين}  [الشعراء/83]، { رب هب لي حكماً وألحقني بالصالحين}  [الصافات/100].

ثانياً: الإصلاح أمر مطلوب على كل المستويات:

- فهو مطلوب على مستوى الأمة كلها{ فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم } [الأنفال/1].

- ومطلوب على مستوى طوائفها: { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما}  [الحجرات/9].

- ومطلوب على مستوى الأسرة: { فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما}  [النساء/128].

- ومطلوب على مستوى الفرد: { أنه من عمل منكم سوءاً بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم}  [الأنعام/54].

- والإصلاح في كل هذا مطلوب على قدر الوسع: { إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب}  [هود/84].

ثالثاً: الإصلاح واجب في كل الحالات:


- في السر والعلانية { لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس}  [النساء/114].

- في الأفعال والأقوال{ من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}  [النحل/97]، { اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم}  [الأحزاب/71].

رابعاً: الأصل في قبول أي عمل، وصلاحه أن يكون موافقاً للشريعة:

قال - تعالى -: { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً)) [الكهف/110]، ((ومن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب}  [غافر/40].

خامساً: الإصلاح شرط في قبول توبة التائبين:

- فهو شرط في التوبة من كل السيئات{ كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءاً بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم}  [الأنعام/54].

- وهو شرط في التوبة من السرقة: { والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالاً من الله والله عزيز حكيم، فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم}  [المائدة/39].

- وهو شرط في التوبة من الزنا والوقوع في الفاحشة { واللذان يأتيانها منكم فآذوهما، فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما}  [النساء/16].

- وهو شرط في التوبة من القذف{ والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون، إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم}  [النور/5].

- وهو شرط في التوبة من كتمان العلم { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون، إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم)) [البقرة/160].

- وهو شرط في التوبة من الردة: { كيف يهدي الله قوماً كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات، والله لا يهدي القوم الظالمين. أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون، إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم}  [آل عمران/86 - 89].

سادساً: ثناء الله على الصالحين المصلحين:

- أثنى الله - تعالى - على هذه الأمة المباركة وعلى نبيها - صلى الله عليه وسلم -، واصفاً الأمة بالصلاح وواعداً إياهم بالعاقبة في الدنيا والآخرة. قال - تعالى -: { ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون، إن في هذا لبلاغاً لقوم عابدين. وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}  [الأنبياء/105].

- ووصف بالصلاح نوحاً ولوطاً: { كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين}  [التحريم/10].

- وكذلك إبراهيم: { وإنه في الآخرة لمن الصالحين} [البقرة/130].

- وعلى إسحاق ويعقوب:{ ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلاً جعلنا صالحين}  [الأنبياء/72].

- وإسماعيل، وكذلك إدريس وذا الكفل: { وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين}  [الأنبياء/81].

- ولوطاً: { وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين}  [الأنبياء/75].

- ويوسف: { توفني مسلماً وألحقني بالصالحين}  [يوسف/101].

- وعيسى: { ويكلم الناس في المهد وكهلاً ومن الصالحين}  [آل عمران/46].

- وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس: { وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين}  [الأنعام/85].

- وقد أثنى الله على الصالحين من بني إسرائيل: { منهم الصالحون ومنهم دون ذلك}  [الأعراف/37].

- وأخبر أن من الجن صالحين: { وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قدداً}  [الجن/11].

سابعاً: ثمرات الصلاح والإصلاح:

- الصالحون من أهل الدرجات العلى في الجنة: { ومن يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً}  [النساء/ 69].

- إصلاح العمل أمان من الخوف والحزن: { فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}  [الأنعام/48].

- الإصلاح يستجلب رحمة الله ومغفرته: { وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفوراً رحيماً}  [النساء/129].
{ إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفوراً}  [الإسراء/25].

- أجر المصلحين عند الله محفوظ: { إنا لا نضيع أجر المصلحين}  [الأعراف/170].

- الصالحون مستحقون لولاية الله: { إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين}  [الأعراف/196].

- الله ينجي أهل البلاد إن كان غالب حال أهلها الصلاح: { وما كان ربك مهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون}  [هود/179].

- الصلاح يوجب وراثة الأرض والاستخلاف فيها: { أن الأرض يرثها عبادى الصالحون} [الأنبياء/].

- وأخيراً...فقد بين القرآن أن الصلاح والإصلاح ليس دعوى تدعى{ وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون} [البقرة/11].
وإنما هو إيمان وإذعان { والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين}  [العنكبوت/9]...
=============


ليست هناك تعليقات:

« كَفَّارَةُ المَجْلِسِ »

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ في مَجْلِسِهِ ذَلِكَ » .