آيات الكون في القرآن الكريم | |||||
إن
بالإضافة إلى هذه الأمور، فإن القرآن الكريم يتعرض إلى الكون بما فيه من السماوات والأرض وعناصرها المتعددة وسكانها وظواهرها في أكثر من 1000 آية بهدف الاستشهاد بقدرة الخالق - عز وجل - غير المحدودة وعلمه وحكمته تعالى الذي خلق هذا الكون والقادر أن يخسف به ثم يعيده تارة أخرى، وبالتالي لم يكن الهدف من آيات القرآن الكريم التي لها علاقة بالكون توفير بعض المعلومات العلمية؛ حيث عنى الله – عز وجل - أن يتم عملية اكتساب العلم عن طريق الملاحظة والاستنباط والتجربة والذي يحدث على فترة طويلة من الزمان بسبب محدودية حواس الإنسان وطبيعة العلم التراكمية، ومع ذلك فلا بد لآيات القرآن الكريم أن تحمل عدة حقائق علمية غير قابلة للجدل عن الكون بما أنها كلمة موحاة من الخالق –عز وجل- وبالتالي الحقيقة المطلقة. من هذه الآيات 461 آية تذكر الكرة الأرضية لوصفها ككل أو لوصف قشرتها الصخرية الخارجية أو التربة الواقعة فوق تلك القشرة، أما الآيات التي لها مدلول جيولوجي فهي أكثر من 110 آيات، ويمكن تقسيمها إلى 11 مجموعة: أولاً: آية واحدة تأمر الناس بالسير في الأرض والملاحظة والقيام بالاستنباط من خلال ملاحظاته عن أصل الخلق: "قُلْ سِيْرُوْا فِيْ الأَرْضِ فَانْظُرُوْا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْر" [العنكبوت:2]. ثانيًا:
ثالثًا: آية واحدة تقرر أن الحديد أنزل إلينا، وتقرر بالتالي مصدره الكائن خارج الكرة الأرضية [الحديد: 25]. رابعًا: آية واحدة تصف الأرض بأنها متصدعة (الطارق:12). خامسًا: مجموعة من الآيات تصف بعض الظواهر البحرية المكتشفة حديثًا: أ- الطبيعة المتوهجة لقيعان بعض البحار والمحيطات والتي تصف نشاطًا بركانيًّا تحت بحري شديدًا مما يؤدي إلى تمدد قاع البحر (الطور: 6).
ب- الفصل التام بين المياه المختلفة مثل المياه المالحة والمياه العذبة، أو بين المياه المالحة ذات المكونات المختلفة بعضها عن بعض التي لا تختلط بتاتًا أو مباشرة بسبب وجود دائم لسدود بينهما لا يمكن اجتيازها (الفرقان: 53، الرحمن:19-20). ج- الظلام الدامس الكائن في أعمق أعماق المحيطات بسبب التيارات العميقة تعلوها التيارات السطحية تعلوها السحب (النور:40). سادسًا: آية تصف الجبال بأنها أوتاد (النبأ: 7) مشيرة إلى الحجم الأصغر الكائن فوق سطح الأرض مقارنة بالجزء الأكبر منها المدفون تحت سطح الأرض كالجذور ودورها في تثبيت القارات والكرة الأرضية ككل. يؤكد هذا الدور للجبال عشرة آيات أخرى التي تصف أدوارًا أخرى للجبال كدورها في تكثيف البخار إلى مطر وفي تكوين منابع الأنهار (الرعد: 3، الحجر:19، النحل: 15، الأنبياء:31، النمل:61، لقمان:10، ق:7، المرسلات:27، النازعات:32) في سورة الغاشية آية 19 يحض القرآن الكريم الإنسان على ملاحظة كيفية انتصاب الجبال لكي تقف فوق سطح الأرض، أدت هذه الملاحظة إلى تكوين نظرية التضاغطية (وهي الخضوع لضغط متساوٍ من جميع الجهات) والتي يفسر بها انتصاب الجبال والمرتفعات الأرضية الأخرى فوق سطح الأرض. أما في آية 27 من سورة فاطر فيصف القرآن الكريم الجبال بأنها مكونة من أجزاء بيضاء وحمراء تتباين درجات ألوانها وأخرى شديدة السواد. تشير هذه الآية بشكل صريح إلى الجبال الحمضية التي يغلب على تكوينها الجرانيت الذي يظهر في جميع درجات اللونين الأبيض والأحمر، والجبال
سابعًا: مجموعة من الآيات تركز على الغلافين المائي والجوي للكرة الأرضية اللذين يذكر القرآن الكريم بشكل واضح أنهما أخرجا من الكرة الأرضية (النازعات:30–31) وهي حقيقة لم يكتشفها العلم إلا قريبًا. آيات أخرى في هذه المجموعة تذكر خاصية الغلاف الجوي في حماية الحياة على وجه الأرض (الأنبياء:32، الطارق:11) وطبيعة الفضاء الخارجي الدامس الظلام (الحجر:14-15) وانخفاض الضغط الجوي مع الصعود (الأنعام: 125) والطبيعة المتوهجة لليالي في أول الخلق قبل تكوين الأغلفة الجوية الواقية للكرة الأرضية (الإسراء:12). ثامنًا: مجموعة من الآيات تصف رقة القشرة الأرضية (نوح: 19) والتسوية والتعرية المستمرة التي يتعرض لها سطح الأرض، والتغيير التدريجي للأبعاد الجغرافية للقارات، وحتى عملية الانكماش التي تتعرض لها الكرة الأرضية ككل بالإضافة إلى تشويه سطحها (الرعد:41، الأنبياء: 44، النبأ:6). تاسعًا: آيات تؤكد أن أصل المياه الجوفية من الأمطار مشيرة إلى الدورة المائية الجيولوجية (الحجر:22، الحج:5)، وأخرى تربط بين الحياة على الأرض والماء (الأنبياء:30، النور: 45)، وأخرى تشير إلى إمكانية تصنيف أنواع الحياة على الأرض (الأنعام:38).
عاشرًا: آيات تؤكد أن عملية الخلق حدثت على فترات زمنية طويلة وفي مراحل متتالية (فصلت: 9-12، السجدة:5). حادى عشر: آيتان تصفان نهاية كوكبنا والكون كله عن طريق انعكاس عملية الخلق أو ما يسمى علميًّا بالـ Big Crunsh أو (السحق الكبير) (الأنبياء: 104) ثم خلق الكون الأبدي بعد ذلك (إبراهيم:48). لم يكن هذا العلم متوفرًا قبل بداية القرن الماضي، ولم نبدأ في فهم إلا القليل من الملاحظات العلمية عن طريق تحليل دقيق لها. تشير أسبقية القرآن الكريم إلى هذا العلم الدقيق الشامل إلى واحد فقط من دلائل الإعجاز لهذا الكتاب الكريم والذي يمثل آخر رسالة إلهية للبشرية والرسالة الوحيدة التي تم الحفاظ عليها في نفس لغة الوحي كلمة كلمة وحرفًا حرفًا لأكثر من 14 قرنًا من الزمان. يتضح من المناقشة السابقة أن الآيات القرآنية التي لها إشارات جيولوجية تزيد عن 110 آيات، وتحتاج إلى كتب ضخمة لشرحها، وبالتالي نركز في المقالات القادمة فقط على بعض هذه الآيات التي تمثل معلومات ومفاهيم مؤكدة في مجال علوم الأرض ونذكرها فقط كأمثلة للطبيعة الإعجازية للقرآن الكريم. ========== |
إجمالي مرات مشاهدة الصفحة
الاثنين، 19 ديسمبر 2011
آيات الكون في القرآن الكريم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق