إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

سبحان الله والحمد لله والله أكبر

الثلاثاء، 24 يناير 2012

لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ

لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ

الكاتب: أد../ عبد الحي الفرماوي


نهى الله تعالى عن الفساد – لخطورته - في خمسين موضعا من كتابه الكريم .
ومن ذلك : قوله سبحانه (ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ. وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ )[الأعراف:56،55]
ولكن ..!!
كثر العدوان من الطغاة على الأبرياء وحرياتهم وحقوقهم وأموالهم ...!!
وعم الفساد وانتشر في البلاد وبين العباد ، وضرب بأنيابه في سلوكيات الناس ومفاهيمهم دون تفرقة بين حاكم ومحكوم ...!!
وغاب الخوف من غضب الله عز وجل ، وضاع طمع الناس في كرمه ورحمته ..!!
ولهذا وغيره : قامت ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011م.
وهي ثورة شعبية بدأها الشباب ، وتفاعل معها الناس في أرجاء البلاد .
وبفضل الله تعالى : نجحت هذه الثورة المباركة في خلع الطاغية ، رأس النظام ، وكبيرالفاسدين المفسدين .
مرة أخرى ... ولكن ..!!
هل نجحت في خلع حاشية الطاغية ، جسد النظام ، وكل الفاسدين والمفسدين .. وهم كثر ..؟
لا .. لم يحدث هذا.
وللإنصاف : لم يحدث هذا - حتى الآن – لا لسبب منهم وحدهم بل لعوامل كثيرة ، يعرفها القاصي والداني .
ولن نتعرض هنا لهذه الأسباب ، بل سنتعرض في عجالة لبيان :
أ - هذا الفساد وبعض صوره .
ب – طريق من طرق علاجه ، نحسبه ناجعا في قطع دابره .
أولا : الفساد ضد الصلاح ، والإفساد ضد الإصلاح ، وهو شامل لأنواع عديدة ، وصور كثيرة .. مثل :
1 - الفساد في العقيدة ، والأخلاق ، والسلوك ، والمعاملات ، وكل شئون الحياة.
2 – الفساد في الفكر .. ويكون با لإلحاد ، والتنكر لدين الله وصلاحيته لقيادة البشر، وإصلاح شئونهم . ومقاومة مبادئه ، ومعاداة أهله (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)[المائدة : 50]
3 – فساد بالمعاصي - كالرشوة ، وأكل الربا ، وغير ذلك - والمجاهرة بها (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)[الروم : 41]
4 – فساد بالظلم والعدوان : " اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة" رواه مسلم
5 – فساد بنشر الفواحش وإشاعة أخبارها (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ)[النور : 19]
6- فساد بنهب الثروات واختلاس الأمانات " آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان"
وغير هذا من صور الفساد كثير ...!!

ثانيا : علاج الفساد.
لايتم ذلك إلا بأيدينا ؛ لأنه من المعلوم : أنه إذا كان هذا الفساد بأيدينا ؛ فإن العلاج منه لا يكون إلا بأيدينا ، مصداقا لقوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)[الرعد:11 ]
ويكون هذا بما يلي :
1 – بالعودة إلى الله تعالى وشرعه ، وطاعته في أوامره ، والبعد عن نواهيه.
2 – بالإخلاص في أعمالنا ، والإتقان لها وفيها " إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملا أن يتقنه"
3 – بامتلاك القوة في جميع المجالات التي تصلح البلاد وتسعد العباد (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ) [الأنفال:60]
ويكون – كذلك – في غيرنا بما يلي:
1 – بعدم التعاون معهم ، في فسادهم وسلوكياتهم ، يقول سبحانه (وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ)[الأعراف:142]
2 – بعدم السكوت على فسادهم ، والرضا بما يفعلون ؛ حيث إن " الساكت عن الحق : شيطان أخرس"
3 – بالضرب على أيديهم إذا لزم الأمر " من رأى منكم منكرا : فاليغيره .. بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان"
======

ليست هناك تعليقات:

« كَفَّارَةُ المَجْلِسِ »

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ في مَجْلِسِهِ ذَلِكَ » .