حاجة العالم إلى الله |
|
الكاتب الشيخ / محمد الغزالي قد يشرف المهندسون والبناءون على تشييد عمارة ضخمة، ثم ينفضون أيديهم منها، أو يموتون عنها. وتبقى العمارة بعدهم أمدا بعيدا، قائمة الجدران مستوية الأركان. إن هذه العمارة لم تخلق من عدم والفعلة فيها لم يزيدوا أن ضموا حجرا حجرا، ثم انتهى عملهم إلى هذا الحد. أما بناء هذا الكون الفسيح، وتشييد سقفه المحفوظ، وتمهيد أرضه وتهيئتها للعمران، فهو عمل آخر أساسه الإبداع من العمل المطلق. وكما أن العالم في وجوده احتاج إلى ربه، فهو في بقائه يحتاج إليه لحظة بعد لحظة. ولا توجد ذرة في الأرض ولا في السماء تستمد وجودها من ذاتها، حتى يتصور استغناؤها بنفسها، بل على العكس، هذا الوجود المفاض عليه يتلاشى ويضمحل إذا شاء مفيضه أن يحرمها منه، مثلما يتقلص الظل إذا ذهب ما يلقيه. لن يكون نهار إلا مع وجود الشمس، ولن يكون عالم إلا مع وجود الله. (ولله المثل الأعلى) (النحل:60) (يا أيها الناس انتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد. إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز) (فاطر: 15-17) فالعقول وما يتردد فيها من أفكار، والقلوب وما يتجدد فيها من مشاعر، والأجسام وما يتدفق فيها من دماء، وما يتحرك فيها من أجهزة وعضلات، في كل بلد، بل في كل قارة، منذ بدء الخلق والى قيام الساعة، وما نعرف وما لا نعرف، إنما يقوم بقيام الله عليه، ولو شاء تركه لأصبحنا وما وجدنا وقتا نفكر فيه بأننا فنينا، لأننا سنكون فنينا فعلا. إن الأرض التي تسير عليها بقدميك لا تمسك نفسها تحتك، فهي لا تشعر بك، ثم هي لا تصنع شيئا من الحبوب والفواكه التي تغلها. فأنى لها الخلق والإتقان وهي جامدة هامدة لا تحس ولا تعلم؟ إن الإمداد الإلهي وحده، هو الذي قام ويقوم بما ترى، قياما لا تتوهم معه غفلة ولا تفريط ولا فتور، و الا لهلكنا واختل كل شيء!! الفارق بين وجودنا ووجود الله، أن الله تبارك وتعالى وجوده واجب له من ذاته. أما نحن فليس من ذواتنا شيء قط، إن منحنا نعمة الوجود بقينا ما بقيت معارة لنا، و الا اختفينا فلم يمسكنا شيء. ومن هنا نعرف أن لله صفات كثيرة، توضح معالم كماله، نذكر منها ما يلي: =================== عقيدة المسلم |
إجمالي مرات مشاهدة الصفحة
الأربعاء، 11 يناير 2012
حاجة العالم إلى الله
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق