تـمـهـــيـــــد في التصوف |
|
إن من أكبر المسائل التي قام حولها جدل فكري كبير ، مسألة التصوف ، وأصوله ومؤيداته الشرعية ، وطرقه وأهدافه . ولم يتوقف هذا الجدل عند عصر معين ، بل استمر عبر عصور الفكر الإسلامي ، فكان في كل عصر ، بين مؤيد ومنكر ، ومناصر ومعارض ، ومتعصب ومتحامل . والعجيب أنك تجد بين الفريقين مخلصين للحق ومتجردين له ، ومع ذلك لم يوصلهم إخلاصهم إلى نقطة واحدة يجتمعون عليها ، بل على النقيض ، كلما أوغل كل منهما في محبته ازداد بعدا وتناقضا ، فكيف حصل هذا ؟ ومريد الحق لابد أن يصل إليه !!! . قال الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر جواباً عن هذا التساؤل في تقديمه لكتاب "التعرف لمذهب أهل التصوف" لأبي بكر الكلاباذي : (إن أمر التصوف في الواقع ليس أمر جدل أو أخذ أو رد ، وإنما هو تعرف ، والتصوف تجربة ، والتجربة شعور ، والشعور ليس منطقا ولا برهانا ، إنما هو تعرف ، وقديما قالوا : من ذاق عرف ، وبالتالي فإن من لم يذق لم يعرف . وكتاب المؤلف إذن ليس إلا محاولة للتعبير بالألفاظ عن الشعور المتدفق الفياض ، وهذا التعبير لايفهمه حق فهمه إلا من شعر به ..) باختصار . على أن الأشواق والأحوال والمواجيد يجب أن تكون مقيدة بقيود العلم الصادقة الدقيقة، فالعلم والاتباع أولا ، والأحوال والمواجيد ثانيا . وإن كل الدخائل التي دخلت التصوف، فعكرت صفاءه ، ولونت سناءه ، دخلت إليــه عن طريق الجهل ، ونقــول عن مثل هؤلاء : (ليتهم لم يتصوفوا) . وأقول : إن من تحقق ولم يتفقه تزندق كما قال العلماء ، ذلك أن الشريعة حاكمة على التصوف فكل ماخالف الشريعة لا وزن له ولا اعتبار . ========================================= د/ عمر عبد الله كامل - دعوة للإنصاف فيما أثير حوله الخلاف |
إجمالي مرات مشاهدة الصفحة
الثلاثاء، 24 يناير 2012
تـمـهـــيـــــد في التصوف
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق