إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

سبحان الله والحمد لله والله أكبر

الاثنين، 13 فبراير 2012

عصفــور على غصن الحياة







سأل الصفاءُ يوما الجفاء :
ما الذى جفاكَ !؟



رد الجفاء و قال :
قلوباً تجمدت الدماء في عروقها
عيونا جفت الدموع في جفونها
أفواها حُرمت من ذكر الله على ألسنتُها



هذا الذي جفاني ..


قال الجفاء : و أنت يا صفاءُ
ما الذي صفاكَ !!!؟




رد الصفاء و قال :
قلوبا طهُرت فتعلق حبها بخالقها و ربها
عيوناً تعاهدت لا تنظر إلا إلى ما يرضي ربها
ألسناً أقسمت ألا تَفتُر عن ذكر ربها



هذا الذي صفاني ..



، ، ،
، ، ،



آية في كتاب ربي تدبرتها يوماً
قوله تعالى :
" فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ
قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ
سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ(31) المائدة



فتعجبت و قلت في نفسي ، كأن الله عز و جل
أراد لنا أن نتدبر في مخلوقاته حتى و أن كانت غير عاقلة
لنأخذ منها العبر و العظات
و إذا بي انظر إلى غصن شجرة فرأيت عصفوراً ..



ضرب لى أروع المعاني في حياة سامية
قصدها و بحث عنها الأولون و الآخرون
العالمون و العابدون بحث عنها الكبير و الصغير ..



حياة تملؤها السكينة و الاطمئنان
و حُسن التوكل على الرحمن
ما هو إلا ...



عصفورٌ على غصن الحيآإة !!


رأيته يوماً
غاية أمانيه
حفنة ريش تؤيه
و حبة قمح تُرضيه
و قطرة ماء ترويه



، ، ،
، ، ،
لا أدري لما تعكر صفو حياتُنا ؟
أعجزنا أن نكون مثل هذا العصفور !!؟



فلنقف قليلا و لندع ما مضى
و لتصفو حياتنا



هى دعوة بل هو نداء ..... كلا إنه رجاء !


كصفاء السماء
بعيداً عن رهبة الغيوم و عبث السحاب
لتصفوي حياتُنا
كصفاء الهواء
على فطرته كما هو في البيداء



لتصفو حياتُنا
كضي النجوم
في الليلة الظلماء الكلحاء



لتصفو حياتُنا
كنقاء الزمان
بعيدا عن جرح السنين و غدر الايام



فلتصفو حياتُنا
هو أمل في حياه تملؤها السعادة
أركانُها
حب وعطف ، صدق و وفاء
مظلتُها
القناعة و الرضا
، ، ،
، ، ،



لنجعلها حياة سعيدة
أجالا قدرت لنا و أعماراً كُتبت علينا
سنحياها بساعاتها و أيامها و سنينها
و لنا حق الاختيار
أن نحيا في سعادة أو نحيا في غير ذلك



و لنغذي أرواحنا على وجبة الإيمان و التي
هي مكوناتها :
حبتان من تقوى القلوب ،
حبتان من حسن التوكل على الله
و حبتان من مرقة التواضع
ثم نضف على كل ذلك ماء التوبة و الندم
فيا ليت قناعتي كقناعة هذا العصفور ..
عصفورٌ على غصن الحيآإة !!







احسن الزرع
فكان خير الحصاد
زرع الرضا
فجنى السعادة و الصفاء




هى دعوة بل هو نداء ..... كلا إنه رجاء!!


فلتصفو حياتُنا

ليست هناك تعليقات:

« كَفَّارَةُ المَجْلِسِ »

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ في مَجْلِسِهِ ذَلِكَ » .