إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

سبحان الله والحمد لله والله أكبر

السبت، 26 نوفمبر 2011

52 ـ الطور

52 ـ الطور
52 ـ الطور
ـ
اسم السورة
وهذه السورة تُسمى بـ :
سورة الطور (1)
وذلك : لأنه ـ كما قال المهايميِّ ـ لما تضمن تعظيم مهبط الوحي .. كان الوحي أولى بالتعظيم ؛ فيعظم ـ بالتالي ـ الاهتمام بالعمل، لا سيما وقد عظم مصعد العمل وثمرته (2) .
-------------------------
عدد آياتها (3) ، وكلماتها ، وحروفها.
وعدد آياتها : (49) تسع وأربعون آية .
كلماتها : (312) ثلاثمائة واثنتا عشر كلمة.
حروفها : (1500) ألف حرف وخمسمائة.
------------------------
ترتيبها
هذه السورة : مكية.
أ ـ في المصحف .. بعد : سورة " الذاريات " ، وقبل : سورة "النجم".
ب ـ في النزول .. بعد : سورة "السجدة" ، وقبل : سورة "الملك".
-------------------------
تناسبها مع " الذاريات" (4)
1 ـ إذا كانت سورة " الذاريات " : قد ذكرت من خصائص "المتقين" .. الإحسان، وقيام الليل ، والاستغفار في الأسحار، والإنفاق في سبيل الله تعالى.
وذلك في قوله تعالى : ( إن المتقين في جنات وعيون * آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين * كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون * وبالأسحار هم يستغفرون * وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ) (5) .. !!
فإن سورة " الطور " : قد ذكرت من خصائصهم ـ كذلك ـ الإشفاق من عذاب الله تعالى، والدعاء.
وذلك في قوله تعالى : ( إن المتقين في جنات ونعيم * ... * ... ) إلى قوله (... * إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم ) (6).
وهذه الصفات وتلك : أثر من آثار إيمانهم بالغيب، واستعداد بالعمل الصالح لليوم الآخر .
إذا كانت نهاية " الذاريات " : تذكر بالويل للكافرين من اليوم الموعود، وذلك في قوله تعالى (فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون) (7).
فإن سورة "الطور" : قد بدأت بالقسم على وقوع هذا اليوم الموعود، وهي ـ في الوقت ذاته ـ تذكر بالويل للكافرين ، وذلك في قوله عز وجل ( .. إن عذاب ربك لواقع * ماله من دافع * يوم تمور السماء موراً * وتسير الجبال سيراً * فويل يومئذ للمكذبين * .. ) الآيات (8).
---------------------------
هدفها
تحقيق وقوع العذاب، الذي هو مضمون الوعيد المقسم على وقوعه في "الذاريات"، الذي هو مضمون الانذار المدلول على صدقه في "ق".
فإن وقوعه : أثبت وأمكن من الجبال التي أخبر الصادق بسيرها، وجعل دك بعضها آية على ذلك.
وأثبت من الكتاب في أثبت أوضاعه ؛ لامكان غسله وحرقه.
وأثبت من البيت الذي يمكن لعامره وغيره إخرابه.
وأثبت من السقف الذي يمكن لرفعه ووضعه.
وأثبت من البحر الذي يمكن لمن سجره أن يرسله (9).
-----------------------
تقسيمها (10)
تتكون هذه السورة من : ثلاث فقرات.
الفقرة الأولى : عبارة عن (16) آية .
من الآية الأولى ، حتى نهاية الآية (16.
وفيها :
قسم بآيات باهرات من آيات الله تعالى.
وجواب هذا القسم أن عذاب الله واقع لا محالة،
وليس له من دافع يرده عن المكذبين، أو يبعدهم عنه، أو ينجيهم منه.
وتهديد مخيف، ووعيد شديد، لتكذيبهم بهذا اليوم، وعدم إيمانهم بالله تعالى، وعدم تصديقهم لرسل الله ، وعدم استعدادهم لهذا اليوم الواقع عليهم عذابه، واستمرارهم في خوضهم يلعبون.
والفقرة الثانية : عبارة عن (12) آية.
من الآية (17) حتى نهاية الآية (28).
وفيها :
وصف : لحال المتقين في الدنيا .. الإشفاق من عذاب الله تعالى ، والعبادة له، والتوجه إليه ـ وحده ـ بالدعاء.
وبيان : لما أعده الله تعالى لهؤلاء المتقين من ثواب وجزاء، يتقاصر دونه كل ثواب وجزاء غيره.
والفقرة الثالثة : عبارة عن (21) آية.
من الآية (29) حتى نهاية الآية (49).
وفيها :
توجه بالخطاب الذي أنزل عليه القرآن، وهو محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
ونفي للتهم عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
ومناقشة شاملة مستقصية : لكل أقوال الكافرين ، قديماً ـ وحديثاً كذلك ـ ولمواقفهم ، وتصوراتهم، التي تصرفهم عن الإيمان .. وفي هذه المناقشة ، وبها: إقامة الحجة عليهم.
ثم أمر : بالصبر على مواقفهم هذه، وهو يتضمن : عدم التعجل، والتثبت، وطلب التفويض إلى الله تعالى.
وكذلك : أمر بالتسبيح ، الذي يجعله عليه الصلاة والسلام في معية ربه عز وجل دائماً .
------------------
أبرز موضوعات السورة الكريمة (11)
من العظات والزواجر
1ـ القسم بالعالم العلوي والسفلي أن العذاب آت لا محالة.
2ـ وصف عذاب النار وما يلاقيه المكذبون حينئذ من الذلة والمهانة.
3ـ وصف نعيم أهل الجنة وما يتمتعون به من اللذات في مساكنهم ومطاعمهم ومشاربهم وأزواجهم وخدمهم وحشمهم.
4ـ أمر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالثبات على تبليغ الرسالة والإعراض عن سفاهتهم من نحو قولهم : هو شاعر، وهو كاهن، هو مجنون، هو مفتر، .
5ـ إثبات الألوهية بالبراهين التي لا تقبل جدلاً .
6ـ النعي على المشركين في قولهم : الملائكة بنات الله .
7ـ بيان أنهم بلغوا في عنادهم حداً ينكرون معه المحسوسات التي لا شك فيها.
8ـ أمر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يتركهم وشأنهم حتى يأتي اليوم الذي كانوا يوعدون.
9ـ الإخبار بأن الظالمين في كل أمة وكل جيل يعذبون في الدنيا قبل عذابهم في الآخرة.
10ـ الإخبار بأن الله حارس نبيه وكالئه، فلا يصل إليه أذى من خلقه كما قال سبحانه : ( والله يعصمك من الناس).
11ـ أمره ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالذكر والتسبيح آناء الليل وأطراف النهار، وفي كل موطن ومجلس يقوم فيه .
------------------------
الفوائد
1ـ ( أم ) وردت السورة اثنتا عشرة مرة .
واحدة في تصور الدار الآخرة : في الآية 15 (أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون)، وإحدى عشرة مرة في الدنيا : تكاد تكون مستقصية لكل أقوال الكافرين ـ قديماً وحديثاً ـ ومواقفهم وتصوراتهم التي تصرفهم عن الأيمان.
2ـ قوله تعالى ( فويل يومئذ للمكذبين* الذين هم في خوض يلعبون )11، 12.
هذا الوصف ـ كما ينطبق على كفار الأمس ـ ينطبق كل من يعيش بتصور غير التصور الإسلامي، حتى ولو كان من كبار الفلاسفة والمفكرين.
3ـ قوله تعالى ( واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم * ومن الليل ... ) 48 ، 49 معطوف على قوله تعالى ( فذكر فما أنت .. ) 29.
مما يفيد أن الدعوة إلى الله تعالى تحتاج إلى صبر وعبادة، وخص من العبادة التسبيح بحمد الله تعالى في الصلاة وغيرها .. يعني لابد أن يجتمع للداعية التذكير والصبر والعبادة ؛ ليستمروا، ولينتجوا.
* * *

المراجع والهوامش

ـ
1ـ انظر : السخاوي .. جمال القراء 1/ 37، الفيروز أبادي .. بصائر ذوي التمييز 1/44، الشوكاني .. فتح القدير (س 520).
2ـ انظر القاسمي .. محاسن التأويل (س : 52).
3ـ انظر : مكي .. التبصرة ص 336 ، السخاوي .. جمال القراء 1/218، الفيروز أبادي .. بصائر ذوي التمييز 1/441 ، الألوسي .. روح المعاني (س:52) ، نثر المرجان 7/53.
4ـ انظر : الأساس 10/ 5546.
5ـ الذاريات .. الآيات 15 ـ 19.
6ـ الطور .. الآيات 17 ـ 28.
7ـ انظر : الأساس 10/5540.

9ـ نظم الدرر 19/1.
10ـ انظر : الأساس 10/5540 وهذه هي صفاتهم .. التكذيب، والخوض ، واللعب.
11ـ تفسير المراغي 27/39 ، 40.
* * * * * * *

ليست هناك تعليقات:

« كَفَّارَةُ المَجْلِسِ »

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ في مَجْلِسِهِ ذَلِكَ » .