إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

سبحان الله والحمد لله والله أكبر

الخميس، 24 نوفمبر 2011

مفاتيح سورة الروم

مفاتيح سورة الروم
أولاً:اسم السورة
هذه السورة.. تسمى بـ:
1- سورة الروم(1)
وذلك: لاشتمال قصتها على معجزة.. تفيد للمؤمنين فرحاً عظيماً، بعد
حزن يسير، فتبطل شماتة أعدائهم، وتدل على أن العاقبة لهم.
خاصة: وأنها معجزة غيبية، لم تكن قد حدثت بعد، حين الإخبار بها، وهي انتصار دولة الروم ـ أهل الكتاب ـ على دولة الفرس ـ الوثنيين ـ في فترة سنوات قليلة، بعد ذلك الانتصار الكاسح، الذي حققه ـ قبلاً ـ الفرس على الروم.
ويذكر الإمام السخاوي كذلك:
2- الم غلبت الروم(2)
وذلك ـ فيما هو واضح ـ لافتتاحها بذلك.



ثانياً : عدد آيات السورة و كلماتها و حروفها

وعدد آياتها:(3) (60) ستون آية.
وكلماتها: (807) ثمانمائة وسبع كلمة.
وحروفها: (3530) ثلاثة آلاف وخمسمائة وثلاثون حرف.



ثالثاً : ترتيب السورة فى المصحف و فى النزول

أ‌- في المصحف.. بعد: سورة "العنكبوت"، وقبل: سورة "لقمان".
ب‌- في النزول.. بعد: سورة "الانشقاق"، وقبل: سورة "العنكبوت".



رابعاً : سبب نزول السورة

قال المفسرون(4): بعث كسرى جيشاً إلى الروم واستعمل عليهم رجلاً يسمى شهريران، فسار إلى الروم بأهل فارس وظهر عليهم، فقتلهم وخربَ مدائنهم وقطع زيتونهم ، وكان قيصر بعث رجلاً يدعى يحنس فالتقى مع شهريران بأذرعات وبصرى وهي أدنى الشام إلى أرض العرب، فغلب فارس الروم .
وبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمكة، فشق ذلك عليهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكره أن يظهر الأميون من أهل المجوس على أهل الكتاب من الروم، وفرح كفار مكة وشمتوا، فلقوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنكم أهل كتاب والنصارى أهل كتاب ونحن أميون، وقد ظهر إخواننا من أهل فارس على إخوانكم من الروم، وإنكم إن قاتلتمونا لنظهرن عليكم، فأنزل الله تعالى {الـم غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ} إلى آخر الأيات.
وأخرج الترمذي عن أبي سعيد قال: لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس فأعجب ذلك المؤمنين، فنزلت {الـم غُلِبَتِ الرُّومُ} إلى قوله {بِنَصْرِ اللَّهِ}: يعني بفتح الغين. وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود نحوه.
وأخرج ابن جرير نحوه أيضاً عن عكرمة ويحيى بن يعمر وقتادة، فالرواية الأولى على قراءة غلبت بالفتح؛ لأنها نزلت يوم غلبهم يوم بدر، وعلى ذلك الثانية على قراءة الضمّ، فيكون معناه: وهم من بعد غلبتهم فارس، سيغلبهم المسلمون حتى يصحّ الكلام معنى الكلام، وإلا لم يكن له كبير معنى.



خامساً : مكية السورة و مدنيتها

هذه السورة: مكية.
سوى قوله تعالى { فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} [الآية 17]. فهي: مدنية.



سادساً : فضل السورة

انظر: حديث وائلة بن الأسقـع.
وذلك: في فضل سورة البقرة، حيث إنها من قسم المثاني.



سابعاً : صلة السورة بما قبلها

لهذه السورة تناسب عام مع سور القرآن وتناسب خاص مع السورة قبلها.
فالتناسب العام هو:
أن هذه السورة من القسم الثالث من أقسام القرآن "الطوال، المئين، المثاني، المفصل".
وهي كذلك: السورة الثانية من قسم المثاني.
وقسم المثاني الذي منه سورة الروم...
يلاحظ عليه أنه: يبدأ بسور أربع تتحدث عن: الإيمان، وأثره العملي، وتبين أبعاده.
وهي: العنكبوت، والروم، ولقمان، والسجده.
ثم تأتي سورة الأحزاب...
لتأمر بمراعاة معان كثيرة، هي بمثابة الطريق للوصول إلى المعاني المذكورة في السور الأربع قبلها.
وسورة الأحزاب مع الأربع قبلها بما تحدثت عنه، يوصل إلى: مقام الشكر.
ومن ثَمَّ تأتي سورة: سبأ، لتتحدث عن الشكر، وشروط حصوله.
ثم تأتي سورة: فاطر، لتبين نقطة البداية في طريق الشكر.
ثم تأتي سورة يـس، لتكمل البناء ضمن الكلام عن مهمة الرسل، الذين رسموا طريق الشكر(5).
أما التناسب الخاص.
بين هذه السورة وسورة العنكبوت قبلها: فهو تناسب شديد.
وذلك واضح في وجوه عديدة منها(6):
1- إذا كانت السورة السابقة بدئت وختمت بالجهاد.
فإن هذه السورة: قد بدئت بما يتضمن نصرة المؤمنين، ودفع شماتة أعدائهم المشركين.
وكأن هذه السورة من هذا الوجه، تكمل تتمة لما قبلها.
2- إذا كان ما سيق في السورة السابقة من الأدلة على التوحيد والنظر في الآفاق والأنفس: جاء مجملاً...!!.
في مثل قوله تعالى { قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [العنكبوت 20].
فقد جاء بذلك هنا: مفصلاً.
في مثل قوله تعالى { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ...} [الآية: 8].
وقوله تعالى { أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ...} [الآية: 9].
وقوله تعالى { اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [الآية 11].



ثامناً : هدف السورة

والهدف الرئيسي: الذي تتعانق موضوعات السورة في إبرازه وتعميق فهمه، هو:
الكشف عن الرباط الوثيق: بين أحوال الناس، وأحداث الحياة، وماضي البشرية وحاضرها ومستقبلها.
وسنن الكون، ونواميس الوجود.
في ظل هذا الرباط: يبدو أن كل حركة وكل نأمة، وكل حادث، وكل حالة، وكل نشأة، وكل عاقبة، وكل نصر، وكل هزيمة.
كلها مرتبطة بهذا الرباط الوثيق، ومحكومة بهذا القانون الدقيق.
هذا الرباط الوثيق بين ذلك كله، والذي تكشف عنه السورة، وتهدف موضوعاتها لإبرازه.
هـو:
أن مدد الأمر في كل شيء لله وحده.
{ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ}
هذا الرباط: هو الحقيقة الأولى التي يؤكدها القرآن كله، بوصفها:
الحقيقة: الموجهة في هذه العقيدة.
الحقيقة: التي تنشأ عنها جميع التصورات والمشاعر والقيم والتقديرات، والتي بدونها لا يستقيم تصور ولا تصديق(7).



تاسعاً : تقسيم آيات السورة موضوعيا

تتكون آيات هذه السورة من: مقدمة، وأربع مجموعات(5).
المقدمة: عبارة عن (10) آيات.
من الآية الأولى حتى نهاية الآية (10).
وفيها:
إخبار عن نصر الروم على الفرس، بعد أن غُلبوا منهم، وقد وقع ذلك الإخبار، وتحقق هذا النصر.
واستدلال بوقوع هذا النصر، الذي هو موعود الله تعالى في شأن الروم: على وقوع موعوده في شأن الساعة.
وإخبار أيضاً: عن أن موقف أكثر الناس من اليوم الآخر ـ مع قوة هذا الدليل ـ الكفر والغفلة والانشغال والانغماس في ظاهر الحياة الدنيا.
ثم: دعوة للتفكر في أنفسهم، والنظر في الكون من حولهم، وفي تاريخ الأمم السابقة لهم، وعاقبة تكذيبها وكفرها وظلمها..!!.
لعل وعسى.. أن يردعهم ذلك عن كفرهم، وأن يدفعهم للإيمان بالله واليوم الآخر.


والمجموعة الأولى: عبارة (29) آية.

من الآية (11) حتى نهاية الآية (39).
وفيها:
إقامة الحجة على مجيء اليوم الآخر ـ الذي ينكرونه ـ وبيان حال المؤمنين وحالهم، وحال الكافرين وحالهم.
عرض بعض آيات الله تعالى، الدالة عليه، مما ينبني عليها تعميق الإيمان بالله تعالى، واليوم الآخر.
ضرب المثل على عجز الكافرين بالله واليوم الآخر، وضلالهم في اتباع أهوائهم.
أمر: بإقامة الوجه لدين الله وحده، والاستقامة عليه، وإقامة الصلاة، وتقوى الله عز وجل.
والنهي: عن الإشراك بالله تعالى، أو تبديل الدين وتحريفه، أو الإيمان ببعضه والكفر ببعضه الآخر.
ثم.. إقامة الحجة على الشرك: من خلال توحيد الإنسان لله تعالى في الشدة، حيث تبين أن طبيعته لا يناسبها ولا يصلحها إلا التوحيد.
وأخيراً.. أمر بالإنفاق، الذي هو علامة الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر، ومقابلة بينه وبين الربا، فيها: الحث على الإنفاق، والتنفير من الربا.


والمجموعة الثانية: عبارة عن (8) آيات.

من الآية (40) حتى نهاية الآية (47).
وفيها:
إقامة الحجة على الشرك وأهله، بأدلة جديدة.
وذكر لآثار الشرك السيئة في الحياة البشرية عامة، وعلى أهله خاصة.
والأمر: بإقامة الوجه لدين االه وحده؛ استعداداً لليوم الآخر، الذي يجازى فيه الكافرون بكفرهم، والمؤمنون بفضل الله ورحمته.
وإقامة الوجه لدين الله: تقتضي الشكر لله تعالى على نعمه وآلائه.
وفي ذات الوقت: هي الخير كل الخير، وفيها النصر، وفيها الفوز.


المجموعة الثالثة: عبارة عن (6) آيات.

من الآية (48) حتى نهاية الآية (53).
وفيها:
إقامة الحجة على الشرك وأهله ـ كذلك ـ بأدلة جديدة.
وبيان للطبيعة الكافرة التي لا تنفعها حجة، ولا ينفع معها دليل، ولا تقنعها آية: من موت، وعمي، وصمم.
ويلاحظ: أن هذا الوصف والتحديد لطبيعتهم.. يعني بالضرورة، أن المؤمنين هم الأحياء، السامعون، المبصرون.


المجموعة الرابعة: عبارة عن (7) آيات.

من الآية (54) حتى نهاية الآية (60).
وفيها:
إشارة: إلى الزمن الطويل المتراخي، الذي يقضيه الإنسان على الأرض، بما يكفيه للاعتبار... ومع ذلك: فإنه يوم القيامة يقسم أنه لم يعش إلا ساعة، وهذه الساعة ـ في زعمه ـ لم تكن كافية لتقوم الحجة عليه.. وقد كذب.
ودليل على وجود الله عز وجل، من خلال : انتقال الإنسان من حال إلى حال، كما يراها في نفسه، إذ لولا أن الله العلي القدير هو الذي يفعل ذلك، لما كان..وقد كان.
وتذكير بعلم الله الواسع، الذي لا تغيب ذرات هذا الإنسان, وبقدرة الله الكاملة، التي لا يعجزها أن تعيد هذا الإنسان.
ومن ثم... فإن كل ذلك تدليل على مجيء اليوم الآخر، وضرورة الإيمان به، والاستعداد له.
وبيان أن الله تعالى ضرب للناس في هذا القرآن من كل مثل، ليؤمنوا، فإن لم يؤمنوا: فقد قامت الحجة عليهم ـ كذلك ـ بهذا القرآن.
وفي ذات الوقت: فعدم إيمانهم هذا راجع إلى طبيعتهم الفاسدة، ومواقفهم الجاحدة.
ولذلك:
يأتي الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم، بالصبر على مواقفهم وعنادهم، وانتصار وعد الله بنصرك عليهم، ووعيده فيهم بالهلاك والعذاب.
والتحذير من: استعجال النصر، أو التأثر والجزع مما يقولون، حيث إنهم ضلال شاكون، لا يستبعد ذلك منهم، ونصر الله آتٍ آت لا محالة



عاشراً : أبرز موضوعات السورة

وهذه السورة مليئة بالموضوعات العديدة التي تخدم هدفها، والتي توضح عقيدة الإيمان وأصول هذا الدين.
ومن هذه الموضوعات(6):
1- إثبات النبوة بالإخبار عن الغيب.
في مثل قوله تعالى { الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ} [الآيات 1-3].
2- البراهين الدالة على وحدانية الله.
في مثل قوله تعالى { وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الآية 27].
3- الاعتبار بما حدث للمكذبين قبل كفار مكة.
في مثل قوله تعالى { أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا...} [الآية 9].
4- الأدلة الكونية على وحدانيته.
في مثل قوله تعالى { وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ.....} [الآية 22].
5- الأدلة على صحة البعث.
في مثل قوله تعالى { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ} [الآية 20].
6- ضرب الأمثال على ضياع الشركاء.
في مثل قوله تعالى { ضَرَبَ لَكُم مَّثَلًا مِنْ أَنفُسِكُمْ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاء....} [الآية 28].
وأيضاً:
7- الأمر بعبادة الله وحده وهي الفطرة التي فطر الناس عليها.
8- النهي عن اتباع المشركين الذين فرقوا دينهم بحسب أهوائهم.
9- من طبيعة المشرك الإنابة إلى الله إذا مسه الضر، والإشراك به حين الرخاء.
10- من دأب الناس الفرح بالنعمة والقنوط حين الشدة. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات.
11- الأمر بالتصدق على ذوي القربى والمساكين وابن السبيل.
12- الدلائل التي وضعها سبحانه في الأنفس شاهدة على وحدانيته.
13- للخير والشر فائدة تعود إلى المرء يوم تجزى كل نفس بما كسبت.
14- في النظر في آثار المكذبين عبرة لمن اعتبر.
15- تسلية الرسول على عدم إيمان قومه بأنهم صم عمي لا يسمعون ولا يبصرون.
16- بيان أن الكافرين يكذبون في الآخرة كما كانوا يكذبون في الدنيا.
17- الإرشاد إلى أن الرسول قد بلغ الغاية في الإعذار والإنذار، وأن قومه قد بلغوا الغاية في التكذيب والإنكار.
18- أمره صلى الله عليه وسلم بإدامة التبليغ مهما لاقى من الأذى، فإن العاقبة والنصر له، والخذلان لمن كذب به.



حادى عشر : بعض الدروس المستفادة

في قوله تعالى { وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ} [الآية 53].
قال ابن كثير (8): وقد استدلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بهذه الآية{فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} على توهيم عبد الله بن عمر في رواية مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم القتلى الذين ألقوا في قليب بدر، بعد ثلاثة أيام، ومعاتبته إياهم وتقريعة لهم.
حتى قال له عمر: يا رسول الله! ما تخاطب من قوم قد جيفوا؟ فقال: ((والذي نفسي بيده! ما أنتم بأسمع لما أقول، منهم. ولكن لا يجيبون)). وتأولته عائشة على أنه قال: إنهم الآن يعلمون أن ما كنت أقول لهم حق(9).
وقال قتادة: أحياهم الله له حتى سمعوا مقالته، تقريعاً وتوبيخاً ونقمة.
ثم قال ابن كثير: والصحيح عند العلماء رواية عبد الله بن عمر، لما لها من الشاهد على صحتها من وجوه كثيرة.
من أشهر ذلك ما رواه ابن عبد البر مصححاً له عن ابن عباس مرفوعاً ((ما من أحد يمر بقبر أخيه المسلم، كان يعفره في الدنيا، فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام)). انتهى.
وقال ابن الهمام: أكثر مشايخنا على أن الميت لا يسمع استدلالاً بهذه الآية ونحوها.
ولذا لم يقولوا: بتلقين القبر. وقالوا: لو حلف لا يكلم فلاناً، فكلمه ميتاً لا يحنث.
وأورد عليه قوله صلى الله عليم وسلم في أهل القليب ((ما أنتم بأسمع منهم)).
وأجيب تارة بأنه روى عن عائشة رضي الله عنها أنها أنكرته. وأخرى بأنه من خصوصياته صلى الله عليه وسلم معجزة له. أو أنه تمثيل. كما روى عن علي كرم الله وجهه.
وأورد عليه ما في مسلم من أن الميت يسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا(10), إلا أن يخص بأول الوضع في القبر، مقدمة للسؤال، جمعاً بينه وبين ما في القرآن.



ثانى عشر : مصادر المفاتيح و هوامش البحث

1- انظر: السخاوي / جمال القراء 1/37
الفيروزابادى / بصائر ذوى التمييز 1/365
2- انظر: السخاوي / جمال القراء 1/37
3- انظر: مكي بن أبي طالب / التبصرة ص292
السخاوي / جمال القراء 1/211
الفيروزابادى / بصائر ذوي التمييز 1/365
الألوسي / روح المعاني "تفسير سورة الروم"
محمد غوث / نثر المرجان 5/271
4- انظر: الواحدي أسباب النزول ص231، 232
السيوطي / لباب النقول ض171، 172
5- انظر: سعيد حوى / الأساس في تفسير القرآن "تفسير سورة الروم"
6- انظر: المراغي / تفسير المراغي "تفسير سورة الروم"
7- انظر: سيد قطب / في ظلال القرآن "تفسير سورة الروم"
8- انظر: القاسمي / محاسن التأويل "تفسير سورة الروم"
9- انظر: صحيح البخاري ك: الجنائز: باب : ما جاء في عذاب القبر
10- انظر: مسلم ك: الجنة وصفة نعيمها



فضيلة الدكتور عبد الحي الفرماوي
رئيس قسم التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر

ليست هناك تعليقات:

« كَفَّارَةُ المَجْلِسِ »

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ في مَجْلِسِهِ ذَلِكَ » .