مفاتيح سورة المزمل
|
مفاتيح سورة المزمل |
|
اسم السورة
وتسمى هذه السورة بـ :ـ
سورة: المزمل (1) .
وذلك : لدلالته على عظم أمر الوحي؛ لأن أقوى الخلائق كان يرتعد عنده، فيتزمل (2).
ويقول الأستاذ/ موسى جار الله :
وهذه السورة : أول سورة نزل في أولها نداء النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم، بأعظم وصفه.
فإن المزمل معناه : حامل أعباء الرسالة العالمية.
واتفق أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان قد قال لأهله، السيدة خديجة، رضي الله عنها، زملوني ! زملوني !
ووافق نزول هذه الآيات الكريمة : حال تزمله بثياب تقيه البرد.
فالتقي الوصف والوضع على أمر قد قدر (3).
عدد: آياتها، وكلماتهات، وحروفها
آياتها: (20) عشرون آية (4).
كلماتها : (285) مائتان وخمس وثمانون كلمة.
حروفها: (836) ثمانمائة وستة وثلاثون حرفاً.
ترتيبها
: .. إلا 10_ 11_ 20 مدنية.
أ_ في المصحف.
ب_ في النزول.. بعد : سورة "القلم" ، وقبل : سورة "المدثر"
هدفها إعلام بأن محاسن الأعلام تدفع الأخطار ، وتخفف الأحمال الثقال، ولاسيما الوقوف بين يدي الملك المتعال، والتجرد في خدمته في ظلمات الليال.
فإنه نعم إلاله لقبول الأفعال والأقوال ، ومحو ظلل الضلال، والمعين الأعظم على الصبر والاحتمال.. لما يرد من الكدورات في دار الزوال، والقلعة والارتحال(5).
سبب نزول سورة المزمل
أخرج البزار والطبراني بسند رواه؟كأن في الأصل سقط لفظة عن - أيمن؟؟ جابر قال : اجتمعت قريش في دار الندوة ، فقالت سموا هذا الرجل اسما يصدر عنه الناس قالوا كاهن قالوا ليس بكاهن، قالوا مجنون ، قالوا ليس بمجنون، قالوا ساحر، قالوا ليس بساحر ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فتزمل في ثيابه فتدثر فيها فأتاه جبريل ، فقال (يا أيها المزمل يا أيها المدثر)(6).
وجه اتصالها بسورة الجن
1_ لما ختم سبحانه سورة الجن بذكر الرسل عليهم الصلاة السلام في مثل قوله تعالى (ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم) (7)..!!
افتتح هذه بما يتعلق بخاتمتهم وهو محمد عليه الصلاة والسلام(8) .
2_ ولما قال (9) في سورة الجن (وأن المساجد لله) (10) وكذلك (وأنه لما قام عبد الله يدعوه) (11)..!!
قال في أول هذه (قم الليل)(12) ، وفي آخرها (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه) (13) .
3_ لما تقدم في آخر الجن من تعظيم الوحي، أن من تعظيمه: حفظ الرسل به من جميع الآفات المعيقة عن إبلاغه بما له سبحانه من إحاطة العلم والقدرة..!!
ندب نبيه _صلى الله لعيه وسلم _ أول هذه إلى القيام بأعباء النبوة بالمناجاة بهذا الوحي في وقت الأنس والخلوة بالأحباب (14).
ووجه اتصالها بما قبلها:
4_ أنه سبحانه ختم سورة الجن بذكر الرسل عليهم السلام، وافتتح هذه بما يتعلق بخاتمهم عليه السلام(15) .
5_ أنه قال في السورة السالفة : (وأنه لما قام عبد الله يدعوه) وقال في هذه : (قم الليل إلا قليلا)(15) .
تقسيمات السورة
تتكون هذه السورة من : قسمين فقط (16) .
القسم الأول .. عبارة عن (19) آية .
من الآية الأولى .. حتى نهاية (19) .
وفيه:
بيان الحد الأعلى من السير إلى الله عز وجل ، والقيام بحقوق العبودية لله سبحانه وتعالى.
وقد ذكر من ذلك: قيام الليل، وترتيل القرآن، وذكر الله والانقطاع إليه ، والتوكل عليه، والصبر على أقوال الكافرين، وهجرهم، وتركهم لله تعالى ينتقم منهم.
وهذه القسم: وإن كان الحديث فيه موجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأن أمته تدخل في هذه الأمور معه بالتبعية .
وفي توجيه الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحده _ هذا القسم _ إشارة إلى أن يقوم بشأن الدعوة إلى الله عز وجل : ويطالب بما لا يطالب به غيره، ويتأكد الطلب في حقه أكثر منه في حق غيره.
والقسم الثاني .. عبارة عن آية واحدة.
وهي الآية (20) وهي خاتمة السورة.
وفيها:
بيان الحد الأدنى من السير إلى الله تعالى ، وذلك ترخيص من الله عز وجل إلى رسوله صلى الله عليه وسلم والمسلمين معه.
وقد ذكر من ذلك : الصلاة المفروضة ، والزكاة ، والاستغفار ، وقيام ما تيسر من الليل.
ويلاحظ: أن التخفيف هنا ، كما هو للنبي صلى الله عليه وسلم: فهو تخفيف كذلك لأمثاله معه.
أبرز موضوعات السورة (17)
أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بأشياء:
1_أن يقوم من الليل ثلثه أو نصفه أو ثلثيه.
2_ أن يقرأ القرآن بتؤدة وتمهل.
3_ أن يذكر ربه ليلاً ونهاراً بالتحميد والتسبيح والصلاة ، وأن يجرد نفسه عما سواه.
4_ أن يتخذ وكيلا يكل إليه أموره متى فعل ما يجب عليه نحوها.
5_ أن يصبر على ما يقولون فيه : من أنه ساحر أو شاعر ، وفي ربه من أن له صاحبة وولداً ، وأن يهجرهم هجراً جميلاً بمجانبتهم ومدارانتهم، وأن يكل أمرهم إلى ربهم فهو الذي يكافئهم ، وسيرى عاقبة أمرهم وأمره.
6_ أن يخفف القيام للصلاة بالليل بعد أن شق ذلك عليهم لأعذار كثيرة والاكتفاء بما تيسر من صلاة الليل، ففي الصلاة المفروضة غنية للأمة مع إيتاء الزكاة ودوام الاستغفار.
دروس دعوى
1_ في قوله تعالى (ورتل القرآن ترتيلا).
يقول الأستاذ سعيد حوى (18) بعد أن ساق في تفسيره مجموعة من الأحاديث والآثار الدالة على استحباب ترتيل القرآن: نزل القرآن على رسول الله تعالى صلى الله عليه وسلم مرتلا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقرأه ، ويقرؤه مرتلا، وقد توارثت الأمة كيفية ترتيله عليه الصلاة والسلام، واستخلص القراء قواعد الترتيل ، وألقوا في ذلك الكتيب، واعتبر العلماء "علم الترتيل" من العلوم المفروضة فرض عين على كل مسلم.
وهذا: يستدعي من كل مسلم أن يقرأ رسالة في علم التجويد، وأن يأخذ القرآن من أهله؛ ليسقط فرض عين عن نفسه، وفرض كفاية عن المسلمين.
الهوامش والمراجع
1_ انظر : السخاوي جمال القراء 1/38، القرطبي.. جامع البيان (س:73) الفيروزابادي.. بصائر ذوي التميز 1/486، البقاعي.. نظم الدرر، الشوكاني.. فتح القدير ، الألوسي.. روح المعاني (س:73).
2_ القاسمي.. محاسن التأهيل (س:73).
3_ انظر: كتاب السور وتناسبها.. ص26.
4_ انظر : مكي .. التبصرة ص363 ، السخاوي.. جمال القراء 1/223، الفيروزابادي.. بصائر 1/486 الألوسي .. روح المعاني (س:73)، نثر المرجان 7/547.
5_ نظم الدرر 21/1.
6_ لباب النقول 229.
7_ الجن 28 .
8_ الألوسي .. روح المعاني (س:73) .
9_ البقاعي.. نظم الدرر (س:73).
10_ الجن 18.
11_ الجن19 .
12_ المزمل 2 .
13_ المزمل 20.
14_ نظم الدرر 21/201 .
15_ المراغي
16_ انظر: الأساس 11/6200 .
17_ تفسير المراغي 29/123 .
18_ الأساس 11/6213. |
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق