إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

سبحان الله والحمد لله والله أكبر

السبت، 26 نوفمبر 2011

مفاتيح سورة المدثر

مفاتيح سورة المدثر
اسم السورة
وتسمى هذه السورة بـ:
سورة : المدثر (1)
وذلك: لمفتتحها(2).
وأيضا: بقول النفي.. قيل : سمع النبي صلى الله عليه وسلم من قريش ما كرهه، فتغطي بثوبه مفكراً، كما يفعل المغموم ، فقيل له : أيها الصارف أذى الكفار عن نفسك بالدثار.. قم فاشتغل بالإنذار ، وإن آذاك الفجار(3) .
ولعلها لهذا.. سميت بهذا الاسم.
ويقول الأستاذ موسى جار الله ، في معنى "المدثر":
إن أخذنا كلمة "المدثر" : من الدثار (4) _مقابل الشعار _ من زينة الإنسان .. فمعنى المدثر: حامل أعباء الرسالة الروحانية، رديف المزمل وشقيقه في حمل أعباء الرسالة الظاهرة العالمية.
وإن اشتققنا الكلمة من "المدثر"(5) : يمكن لنا أن نقول .. إن "المدثر" يرادف اسم النبي الكريم الماحي، والعاقب.. فيكون "المدثر" معناه : خاتم النبيين.
وإن اشتققنا "المدثر" من الدثور" (6) بمعنى المال الكثير.. فالمدثر: من له الكوثر (إنا أعطيناك الكوثر) (7) والكوثر ما لا نهاية به من الثروة والنعم.(8).
عدد (9) : آياتها..الخ
وعدد آياتها: (56) ست وهخمسون آية
كلماتها: (255) مائتان وخمس وخمسون كلمة.
حروفها: (1010) ألف حرف وعشرة حروف.
ترتيبها
ك
أ_ في المصحف..
ب_ في النزول.. بعد: سورة "المزمل" ، وقبل : سورة "الفاتحة".
هدفها
الجد والاجتهاد في الإنذار بدار البوار لأهل الاستكبار .
وإثبات البعث في أنفس المكذبين الفجار.
والإشارة بالبشارة لأهل الأذكار بحلم العزيز الغفار(10) .
سبب نزول سورة المدثر
روى البخاري عن يحيى بن أبن أبي كثير قال : سألت أبا أسامة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن فقال: (يا أيها المدثر) . قلت : يقولون (اقرأ باسم ربك الذي خلق) فقال أبو أسامة : سألت جابر بن عبد الله عن ذلك، وقلت له مثل ما قلت لي، فقال جابر: لا أحدثك إلا ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : جاورت بحراء، فلما قضيت جواري هبطت، فنوديت فنظرت عن يميني، فلم أر شيئاً، ونظرت عن شمالي فلم أر شيئاً ، فرفعت رأسي فرأيت شيئاً . فأتيت خديجة فقلت: دثروني وصبوا علي ماء بارداً. قال، فدثروني وصبوا على ماء بارداً. فنزلت (يا أيها المدثر* قم فأنزل)(11) .
وروى الشيخان أيضاً عن الزهري قال : قال أخبرني أبو أسامة بن عبد الرحمن عن جابر ابن عبد الله قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحدث عن فترة الوحي، فقال في حديثه: فبينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء ، فرفعت رأسي ، فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض، فجئثت منه رعبا ، فرجعت فقلت: زملوني زملوني. فدثروني، فأنزل الله تعالى: (يا أيها المدثر) الآيات.
قال ابن كثير: وهذا السياق هو المحفوظ، وهو يقتضي أنه قد نزل الوحي قبل هذا لقوله (فإذا الملك الذي جاءني) وهو جبريل حين أتاه بقوله (اقرأ باسم ربك الذي خلق) ثم إنه حصل بعد هذا فترة ، ثم نزل الملك بعد. هذا وجه الجمع: أن أول شيء نزل بعد فترة الوحي هذه السورة.
وروى الطبراني عن أبن عباس؛ أن الوليد بن المغيرة صنع لقريش طعاماً، فلما كلوا منه قال: ما تقولون في هذا الرجل؟ فقال بعضهم: ساحر، وقال بعضهم : ليس بساحر، وقال بعضهم كاهن، وقال بعضهم: ليس بكاهن. وقال بعضهم شاعر، وقال بعضهم : ليس بشاعر. وقال بعضهم : سحر يؤثر. فأجمع رأيهم أنه سحر يؤثر . فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فخزن وقنع رأسه وتدثر، فأنزل الله تعالى (ياأيها المدثر) الآيات(13) .
تناسبها مع "المزمل"
لما ختمت "المزمل" : بالبشارة لأرباب البصيرة، بعد ما بدئت بالاجتهاد في الخدمة، المهئ للقيام بأعباء الدعوة..!!
افتتحت هذه : بمحط حكمة الرسالة، وهي النذارة لأصحاب الخسارة(14) .
2_ أنها متواخية مع السورة قبلها في الافتتاح بنداء النبي صلى الله عيه وسلم(15) .
3_ أن صدر كلتيهما نازل في قصة واحدة(15) .
4_ أن السابقة بدئت بالأمر بقيام الليل ، وهو تكميل لنفسه صلى اللهعليه وسلم بعبادة خاصة ، وهذه بدئت بالإنذار لغيره، وهو تكميل لسواه(15) .
تقسيمات السورة
تتكون هذه السورة من: مقدمة ، وقسمين: (16):د
المقدمة.. عبارة عن (10) آيات.
من الآية الأولى.. حتى نهاية (10) .
وفيها:
أمر للنبي صلى الله عليه وسلم بالقيام بالإنذار.
وبيان لما يقتضيه هذا الإنذار من أخلاق، لابد أن يتصف بها ويتحلى المنذر والداعية.
وتعليل لهذا الإنذار.. بمجيء يوم القيامة، وشدته على الكافرين.
ويلاحظ: أن الأمر بالقيام بالإنذار يقتضي القيام _كذلك_ بالتبشير .. ولكن السورة : ذكرت الإنذار فقط..!!
وذلك : لأن التبشير .. إنما يكون حيث يوجد مؤمنون ؛ وسرة المدثر.. نزلت ولما يوجد مؤمنون بعد.
القسم الأول .. عبارة عن (21) آية.
من الآية (11) حتى نهاية الآية (31).
وفيه :
أولا: عرض لنموذج من الكافرين ذي صفات محددة، منها :
أ_ أنه لا يقابل عطاء الله المتزايد بالشكر.
ب_ أنه يعارض القرآن الكريم ، ويحاربه، ويخطط: لإبطالهم أمره؛ فيفكر، ويقدر لذلك.
جـ_ أنه مدبر عن الحق، متكبر عن قبوله.
د_ أنه يشكك بالقرآن ، في أمثاله ومعانيه.
وهذا النوع من الناس: لا ينفع معه الإنذار، ويستحق الإضلال ..!!
ومن ثم.. أمر الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم أن يكل أمر هذا النوع من الناس إليه.
ثانياً: بيان ماذا يستحق هذا النوع من الناس من عذاب؟
إذ يستحق قطع ورود النعمة عنه.
كما يستحق العذاب الشاق يوم القيامة ، ودخول النار.
ويلاحظ أن النموذج الذي توافرت فيه هذه الصفات _المذكورة_ كلها، في زمن النبوة .. هو الوليد بن المغيرة، ولكن _ والعبرة كما يقولون بعموم اللفظ لا بخصوص السبب _ هذا النموذج يتكرر في الحياة البشرية ، وفي مسيرة الدعوة كثيراً.
القسم الثالث.. وهو عبارة عن (25) آية.
من الآية (32) حتى نهاية الآية (53) وهي خاتمة السورة.
وفيه:
ذكر : لمعان وآيات إلهية .. تمهد لقبول إنذار النذير.
وتعرض لبيان صفات من لم ينتفعوا بإنذار هذا النذير، صلى الله عليه وسلم، ومنها:
أ_ ترك الصلاة.
ب_ ترك إطعام المساكين.
جـ_ الخوض مع الخائضين.
د_ التكذيب بيوم الدين.
هـ_ الأعراض عن التذكرة.
ثم بيان : لقيمة بعثة النذير في تاريخ البشرية ، وأهميتها بالنسبة للإنسان.
ثم: حث على قبول هذا الإنذار، والانتفاع به.
ويلاحظ: أن هذا القسم _ مع أدائه لما ذكرناه وغيره _ هو في نفسه إنذار.





















الهوامش والمراجع

1_ انظر : السخاوي.. جمال القراء 1/38 ، القرطبي.. الجامع لأحكام القرآن (س:74) ، الفيروزآبادي.. بصائر ذوي التميز 1/488، البقاعي.. نظم الدرر، الشوكاني.. فتح القدير ، الألوسي.. روح المعاني : (س:74).
2_ الفيروزابادي (مصدر سابق).
3_ النفي
4_ ....
5_
6_
7_
8_ انظر : كتاب ترتيب سور القرآن ص31.
9_ انظر : مكي .. التبصرة ص364، السخاوي.. جمال القراء 1/224، الفيروزابادي .. بصائر 1/488، الألوسي.. روح المعاني (س:74) ، نثر المرجان 7/561 .
10_ نظم الدرر 21/39.
11_ أخرجه البخاري في : كتاب التفسير، سورة المدثر.
وأخرجه مسلم في : كتاب الأيمان 16/328 .
13_ القاسمي.
14_ نظم الدرر 21/39.
15_ المراغي
16_ انظر : الأساس 11/6227، وما بعدها (بتصرف).

ليست هناك تعليقات:

« كَفَّارَةُ المَجْلِسِ »

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ في مَجْلِسِهِ ذَلِكَ » .