- مفاتيح سورة النبأ
- مفاتيح سورة النبأ |
|
إسم السورة
ولهذه السورة من الأسماء
1- سورة النبأ
وذلك :من قوله تعالى (عن النبأ العظيم) خاصة وأنه لم ترد تسمية يوم القيامة بهذا الاسم على القول الراجح في هذه الصورة (النبأ العظيم) إلا في هذه السورة.
2- سورة :عم يتساءلون.
وذلك :لافتتاحها.
وأيضا :لفت للأنظار إلى تعنتهم في السؤال واستهزائهم ووجوب الرد- مع كل ذلك-عليهم.
3- سورة :التساؤل.
وذلك - فيما يبدو إشارةالى أنهم يتساءلون إنكارا لا يسألون استعلامًا واستفهامًا، وفي التسمية بهذا رد عليهم بأبلغ العبارة.
4- سورة :عم
وذلك :لمفتحها فيما يبدو والله أعلم.
5- سورة : المعصرات.
وذلك فيما يبدو :من قوله تعالى (وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا) خاصة، وأنه لم يطلق على "السحاب" اسم (المعصرات) في القرأن الكريم كله إلا في هذه السورة فقط.
عدد : آياتها
وعدد آياتها : (40) أربعون آية
ترتيبها
أ-في المصحف.
ب- في النزول .. بعد سورة "المعارج" وقبل سورة "النازعات".
هدفها
الدلالة على أن يوم القيامة الذي كانوا مجمعين على نفيه وصاروا بعد بعث النبي صلى الله عليه وسلم في خلاف فيه مع المؤمنين:ثابت ثباتا لا يحتمل شكًا ولا خلافًا يوجه.
ملوحظة على أن النبأ العظيم : هو يوم القيامة
سبب نزولها
أخرج ابن جرير وابن ابي حاتم عن الحسن قال : لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم جُعلوا يتساءلون بينهم فنزلت (عم يتساءلون عن النبأ العظيم)
ويقول الشيخ المراغي في تفسيره:
كان المشركون كلما اجتمعوا في ناد من أنديتهم أخذوا يتحدثون في شأن الرسول وفيما جاء به، ويسأل بعضهم بعضا ويسألون غيرهم فيقولون:أساحر هو؟ أم شاعر؟ أم كاهن؟ أم اعتراه بعض ألهتنا بسوء؟ ويتحدثون في شأن ...............أم شعر أم كهانة؟ ويقول كل واحد ما شاء له هواه ....................رسالته وأمامه مصباحه المنير الذي يضئ للناس سبيل الرشاد وهو كتابه .......... كما يتحدثون في شأن البعث ويأخذ الجدل بينهم كل مأخذ فمنهم من ينكرونه البتة ويزعمون أنهم إذا ماتوا انتهى أمرهم وما هي إلا أرحام تدفع وأرض تبلع وما يهلكنا إلا الدهر ومنهم من كانوا يزعمون أنهم إنما تبعث أرواحهم لا أجسامهم بعد أن تأكلها الأرض وتبعث بها يد البلى.
وربما لقي أحدهم بعض مَن آمَنَ بالنبي صلى الله عليه وسلم فيسأله عن ذلك استهزاء وسخرية.
وفي هؤلاء وأشباههم نزلت هذه السورة ردا عليهم، وتكذيبا لهم وإقامة للحجة على أن الله قادر على أن يبعثهم بعد موتهم، وإن صاروا ترابا أو أكلتهم السباع أو احتوتهم البحار فكانوا طعاما للسماك أو أحرقتهم النيران فطاروا مع الريح، وقد ذكر لهم من مظاهر قدرته أمورا تسعة يشاهدونها بأعينهم لا يخفى عليهم شئ منها :
(1) انبساط الأرض وتمهيدها لتصلح لسير الناس والأنعام .
(2) سموق الجبال صاعدة في الجو.
(3) تنوع الآدميين إلى ذكور وإناث.
(4) جعل النوم راحة للإنسان من عناء الأعمال التي يزوالها عامة نهاره.
(5) جعل الليل سائرا للخلق.
(6) جعل النهار وقتا لشئون الحياة والمعاش.
(7) ارتفاع السموات فوقنا مع إحكام الوضع ودقة الصنع.
(8) وجود الشمس المنيرة المتوهجة.
(9) نزول المطر وما ينشأ عنه من النبات .
فكل ذلك داع لهم أن يعترفوا أن من قدر على كل هذا فلا تعجزه إعادتهم إلى النشأة الأخرة.
تناسبها مع المرسلات
1- إذا كان تعالى قد أخبر في "المرسلات" بتكذبيهم بيوم الفصل وحكم على أن لهم بذلك الويل المضاعف المكرر.
وختمها بأنهم إن كفروا بهذا القرأن :لم يؤمنوا بعده بشئ ... فقد افتتح هذه : بأن ما خالفوا فيه وكذبوا الرسول في أمره لا يقبل النزاع لما ظهر من بيان القرآن لحكمة الرحمن التي لا يختلف فيها اثنان مع الإعجاز في البيان.
2-اشتمالها على إثبات القدرة على البعث الذي في السورة السالفة أن الكافرين كذبوا به .
3- أن في هذه وما قبلها تأنيبا وتقريعًا للمكذبين فهناك قال :(ألم نخلقكم من ماء مهين) وهنا قال (ألم نجعل الأرض مهادا).
4- أن في كل منهما وصف الجنة والنار وما ينعم به المتقون ويعذب به المكذبون.
5-أن في هذه تفصيل ما أجمل في تلك عن يوم الفصل قال (لأي يوم أجلت ليوم الفصل وما أدراك ما يوم الفصل) وهنا قال (إن يوم الفصل كان ميقاتا) إلى أخر السورة.
6-إذا كانت المرسلات قد ختمت بقوله تعالى (فبأي حديث بعده يؤمنون) أي: فبأي حديث بعد القرأن يؤمنون .
فإن سورة (النبأ) تبدأ بقوله تعالى (عم يتسألون عن النبأ العظيم) والنبأ العظيم : في قول مجاهد هو القرآن.
وعلى ذلك فالصلة بين نهاية (المرسلات) وبداية (النبأ) واضحة.
وكذلك : على القول بأن النبأ العظيم .. هو اليوم الأخر .. فإن الصلة قائمة حيث إن الحديث عن اليوم الآخر.. يستغرق معظم سورة (المرسلات).
7- إذاكانت سورة (المرسلات) ..أكثر حديثها عن الكافرين:
فإن سورة (النبأ) تتحدث عن المتقين.
وهذا يقوي الصلة والمناسبة بينهما.. حيث إن النقيض-أحيانا- يوضح النقيض .. والكلام عن المتقين :يقتضي الكلام عن المتقين.
8- إذا كانت سورة (المرسلات) قد تحدثت عن تكذيب الكفرة عن تكذيب الكفرة للبعث في مثل قوله تعالى (هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين فإن كان لكم كيد فكيدون ويل يومئذ للمكذبين).
فإن سورة (النبأ) قد اشتملت على إثبات القدرة على البعث في مثل قوله تعالى (ألم نجعل الأرض مهادا والجبال أوتادا) الآيات.
9- تناسبها معها في الجمل.
فإن في (المرسلات) (ألم نهلك الأولين)؟ و(وألم نخلقكم من ماء مهين)؟ و(ألم نجعل الأرض كفاتا) ؟
وفي هذه (ألم نجعل الأرض مهادا..) ؟ إلخ
10- اشتمالهما على وصف الجنة والنار.
11- إذا كان في المرسلات قوله تعالى(لأي يوم أجلت ليوم الفصل وما أدراك ما يوم الفصل) وقوله تعالى (هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين)..
فإن في هذه شرحًا وتفصيلا ليوم الفصل هذا الذي أجمل ذكره في المرسلات، وذلك ابتداء من قوله تعالى (إن يوم الفصل كان ميقاتا)
12- لما ختم سبحانه وتعالى المرسلات بقوله تعالى (فبأي حديث بعده يؤمنون)؟ وكان المراد بالحديث فيه :القرآن.
فقد افتتح (النبأ) بتهويل التساؤل عنه والاستهزاء به.
وذلك مبني على ما روي :عن ابن عباس ومجاهد وقتادة من أن المراد (بالنبأ العظيم) القرأن .
تقسمات السورة
تتكون هذه السورة من : مقدمة وفقرتين وخاتمة.
فالمقدمة .. عبارة عن (5) أيات.
من الآية الأولى ... حتى نهاية الآية (5)
وفيها : سؤالان.
الأول : عن أي شئ يتساءل الكافرون؟.
الثاني : هل تساؤلهم عن النبأ العظيم المختلفين في شأنه ؟.
ثم .. تهدد وتنذرهم (سيعلمون) قطعا الحق في شأن هذه النبأ العظيم.
أرتنا : موقفا للكافرين.
وأشعرتنا : أنهم لا يؤمنون.
وأفهمتنا : أن أمامهم عذابا عظيما.
والفقرة الاولى .. عبارة عن (11) آية من الآية (6) حتى نهاية الأية (16)وفيها :
حديث عن مظاهر قدرة الله عز وجل لتقيم الحجة عليهم في أن البعث الذي سيرون فيه صدق القرآن كائن.
وذلك في ذاك الوقت - رد على اختلافهم في شأن النبأ العظيم وتدليل على اليوم الآخر الذي سيعلمون فيه أن ما قاله القرآن حق.
والفقرة الثانية ..عبارة عن (23) آية من الأية (17) حتى نهاية الآية (39) وفيها :
الحديث عن يوم الفصل يوم القيامة.
ذكر ما أعد فيه للكافرين المكذبين المعاندين .
وذكرما أعد - كذلك - فيه للمؤمنين المتقين المصدقين.
بيان أن ما دل عليه هذا القرآن هو الحق.
والخاتمة .. عبارة عن آية واحدة هي الآية (40) وهي خاتمة السورة .
وفيها:
بيان أن الله تعالى قد أنذر الخلق بهذا القرآن وحذرهم عذاب يوم الفصل.
ولذا فليس لهم حجة في الكفر وعدم الإيمان .
أبرز الموضوعات
اشتملت هذه السورة الكريمة على الموضوعات الآتية:
1- سؤال المشركين عن البعث ورسالة محمد عليه الصلاة والسلام.
2- تهديد المشركين على إنكارهم إياه.
3- إقامة الأدلة على إمكان حصوله.
4- أحداث يوم القيامة.
5- ما يلاقيه المكذبون من العذاب.
6- فوز المتقين بجنات النعيم.
7- إن هذا اليوم حق لا ريب فيه.
8- إنذار الكافرين بالعذاب الأليم وتمنيهم في ذلك أن لو كانوا ترابا .
المصادر والمراجع
1- انظر : السخاري .. جمال القراء 1\37. القرطبي - الجامع لأحكام القرأن (س:78) السيوطي .. الأتقان (النوع :17) الشوكاني .. فتح القدير الالوسي ... روح المعاني :(س:78).
2- النبأ
3- الفيروزآبادي(مصدر سابق) .
4- انظر السخاوي - القرطبي - الفيروزآبادي - البقاعي- الشوكاني الألوسي (مصادر سابقة).
5- انظر السخاوي-السيوطي - والشوكاني (مصادر سابقة).
6- انظر :القرطبي -الألوسي (مصادر سابقة).
7- انظر: السيوطي - الألوسي(مصادر سابقة).
8- النبأ 14.
9 - انظر: محمد فؤاد عبد الباقي .. المعجم المفهرس لألفاظ القرأن الكريم.
10- انظر : مكي التبصرة ص369 - السخاوي .. جمال القراء1\224- الفيروزآبادي - البصائر 1\497- نثر المرجان7\626- ( الألوسي - روح المعاني :78)
11- انظر: الدرر 21\189.
12- لباب النقول في أسباب النزول للسيوطي ص 232-233 - طبع الحلبي بمصر 1354هـ - 1935م.
13- تفسير المراغي (سورة النبأ).
14- انظر : الأساس 11\6333 بتصرف.
15- المرسلات 38-40.
16- روح المعاني 1- الآيات 12-14 -2-الآية 38 -3-الآية 17 1- روح المعاني. |
 |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق