إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

سبحان الله والحمد لله والله أكبر

الثلاثاء، 31 يناير 2012

فتاة تحب الجمال



أم عبد الرحمن محمد يوسف
إن الجمال والزينة بالنسبة للمرأة المسلمة أمر فطري، جبلها الله عليه، وقد اهتم الإسلام بهذا الأمر اهتمامًا كبيرًا، وأباح لها من الزينة ما لم يبح للرجل كالحرير والذهب؛ وذلك لتلبية نداء الأنوثة لديها، قال تعالى: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} [الزخرف: ١٨].
الزينة وأحكام الشريعة:
وزينة المرأة من حيث استعمالها ثلاثة أقسام:
(1. زينة مباحة: وهي كل زينة أباحها الشرع وأذن فيها للمرأة, لكل ما فيه جمالها، ويدخل في ذلك لباس الحرير، والحلي والطيب العطر, وغير ذلك, وفاعل المباح لا يثاب فاعله بفعله ولا يُعاقب بتركه، إلا أن يكون المباح وسيلة لغيرة من الواجب أو الحرام.
2. زينة مستحبة: وهي كل زينة رغب فيها الشارع، وحث عليها، ويدخل في هذا القسم سنن الفطرة كالسواك ونتف الإبط، ونحو ذلك كما جاء في الحديث (الفطر خمس أو خمس من الفطرة: الختان, والاستحداد، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط، وقص الشارب) [صححه الألباني، صحيح سنن أبي داود، (4198)].
والمستحب هو ما يُثاب فاعله ولا يعاقب تاركه.
3. زينة محرمة: وهي كل ما حرم الشارع, وحذر منه ونهى عنه وزجر فاعله، ومما تعتبره النساء زينة، كالنمص، والوصل للشعر، ومشابهة الكافرات أو الرجال ونحو ذلك.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان نبي الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن الواشمة والواصلة والمتواصلة والنامصة والمتنمصة) [رواه أحمد في مسنده، (25009)].
والحرام هو ما يُعاقب فاعله ويُثاب تاركه امتثالًا لحكم الشرع) [الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المسلمة، حنان عطية الطوري، ص(244)، بتصرف].
أنواع الجمال:
1- جمال الشكل والصورة: وهو الجمال الحـسي؛ فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في أحسن صورة، فقال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين: ٤]، ولذا؛ اهتمي بجمال الشكل فإن الله جميل يحب الجمال، ولكن لا تنسي جمال الخلق والدين والأدب.
2-    جمال العقل: إن التفكير السليم ووضع الأمور في نصابها من الجمال، وهو من الرزق الوفير الذي يسوقه الله إلى العبد؛ قال تعالى: {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [البقرة: ٢٦٩].
3- جمال الروح والجاذبية: وتتمثل في الألفة وحسن العشرة مع حسن الخلق وخفة الظل والمرح والابتسامة؛ يقول صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا؛ الموطئون أكنافًا، الذين يألفون ويؤلفون) [رواه الطبراني وصححه الألباني].
يقول د.عبد الكريم بكار: (الجمال يصبح شيئًا مألوفًا للزوج بعد مدة، والذي يستمر هو جمال الروح وجمال الخلق ) [خمسون شمعة لإضاءة دروبكم، عبد الكريم بكار، ص(72)، بتصرف].
4- جمال التدين: وهو الجمال المعنوي؛ قال صلى الله عليه وسلم: (تُنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك) [متفق عليه].
كيف أكون فتاة جميلة؟
1- اهتمي بجمال مظهركِ وبزينتكِ: ومن الزينة الحسنة الخضاب بالحناء في يد الفتاة ورجلها ورأسها، والتكحل بالأثمد لأنه زينة ودواء، والأثمد هو حجر الكحل الأسود، والكحل أفضل من تلك الألوان التي تتلون بلون الثوب وتوضع على الجفن، وهذا له آثاره السلبية على الجفن، والكحل من الزينة الباطنة؛ لأن رؤيته تستلزم رؤية موضعه، ولذا لا يجوز للفتاة أن تبدي هذه الزينة إلا للنساء وللرجال المحارم.
2- التزين بالحلي مهما كان نوعه: وذلك في حدود الـشرع بلا إسراف ولا مباهاة، ولكن عليها أن تخفي حليها عن الرجال الأجانب، ولا سيما إذا كان في يدها وذراعها؛ لأن الحلي زينة، والله تعالى يقول: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور: ٣١].
3- اهتمي بشعرك: لأن جمال الفتاة وزينتها في شعر رأسها، والاهتمام بالشعر يكون بتنظيفه وتمشيطه وتطييبه، وتحسين شكله وهيئته، وخضابه بالحناء.
4- يجوز استخدام المساحيق وأدوات التجميل للزينة ولكن بعدة شروط:
أولًا ـ ألَّا تكون بقصد التشبه بالكافرات.
ثانيًا ـ ألَّا يكون هناك ضرر من استعمالها على الجسم.
ثالثًا ـ ألَّا يكون فيها تغيير للخلقة الأصلية، كالرموش الصناعية.
رابعًا ـ ألَّا تصل إلى حد المبالغة المذمومة.
خامسًا ـ ألَّا تكون مانعة من وصول الماء إلى البـشرة عند الوضوء أو الغسل، كالمانيكير، فإذا وضعتها فيجب عليها إزالتها حين الوضوء.
سادسًا ـ ألَّا تتسبب في ضياع الوقت وضياع الحقوق، كالصلاة مثلًا.
ومن هنا؛ نفهم أن الفتاة المسلمة تتسم بالأناقة والجمال الأنثوي وحسن المظهر وحسن الهيئة، ونظافة الثياب والأظفار والشعر، وذلك أمام أهلها ومحارمها ونسائها؛ لتكون أكثر جاذبية، وتتغلغل في قلوب الناس وأفئدتهم، ولتكون قدوة لغيرها من النساء، ولتعد نفسها كذلك لاستقبال الحياة الزوجية بعد ذلك بإذن الله.
فلا تهملي أختي الفتاة المسلمة في مظهركِ وجمالكِ بدعوى الزهد والتواضع، فرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سيد المتواضعين كان يلبس اللباس الحسن ويتجمل لأهله وأصحابه، ويرى في ذلك إظهارًا لنعمة الله عليه، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب أن يُرى أثر نعمته على عبده) [رواه الترمذي وحسنه الألباني]) [مستفاد من كتاب الدور التربوي للوالدين مرحلة المراهقة، حنان عطية الطوري الجهني].
الجمال لا يتعارض مع اللبس الشرعي:
اهتمام الفتاة المسلمة بالزينة والجمال لا يتعارض مع الزي الشـرعي وهو الحجاب؛ فهو جمال الحشمة والجمال النظيف، الذي يرفع الذوق الجمالي ويجعله لائقًا بالإنسان، ويحيطه بالنظافة والطهر، وهذه هي صفات الزي الشرعي:
1.أن يستوعب جميع البدن.
2. ألَّا يكون زينة في نفسه.
3. ألَّا يكون مبخرًا أو مطيبًا.
4. ألَّا يكون ضيقًا يصف شيئًا من الجسم.
5. ألَّا يشبه لباس الرجال أو لباس الكافرات.
6. ألَّا يكون لباس شهرة.
البرنامج العملي:
ـ حافظي على نظافة ثيابكِ وشعركِ وأظافركِ ومظهركِ، واعتني بتطبيق سنن الفطرة.
ـ اشتري حلي الزينة بدون إسراف.
ـ اشتري أدوات للتجميل بدون إسراف؛ مثل قلم الكحل أو قلم الروج.
ـ مشطي شعرك كل صباح واشتري الأدوات التي تقويه وتحسنه.
تذكري يا زهرة:
ـ أن السعادة الحقيقية إنما تكون بطاعة الله تبارك وتعالى، وعدم إغضابه، وهذه السعادة من علامات الصحة النفسية، ومن أماراتها (الشعور بالسعادة والراحة النفسية لما للفرد من ماضٍ نظيف وحاضر سعيد ومستقبل مشرق، ويتأتى ذلك عن طريق الاستفادة من مسرات الحياة اليومية وإشباع الدوافع والحاجات النفسية الأساسية، والشعور بالأمن والطمأنينة والثقة ووجود اتجاه متسامح نحو الذات، واحترام النفس وتقبلها والثقة فيها، ونمو مفهوم موجب للذات وتقدير الذات حق تقديرها.
وأما الشعور بالسعادة مع الآخرين: ودلائل ذلك حب الآخرين والثقة فيهم واحترامهم وتقبلهم، والاعتقاد في ثقتهم المتبادلة، ووجود اتجاه متسامح نحو الآخرين، والقدرة على إقامة علاقات اجتماعية سليمة ودائمة، والصداقات الاجتماعية، والانتماء للجماعة والقيام بالدور الاجتماعي المناسب والتفاعل الاجتماعي السليم، والقدرة على التضحية وخدمة الآخرين والاستقلال الاجتماعي والسعادة الأسرية والتعاون وتحمل المسئولية.
إضافة إلى هذا يرى الباحثون، إن صحة الفرد النفسية تبدو جلية وواضحة في مدى استمتاعه بالحياة وبعمله وأسرته وأصدقائه، وشعوره بالطمأنينة والسعادة وراحة البال، يحب الناس ويحب القيم الأخلاقية السامية، ومع ذلك فكل منا قد يتعرض أحيانًا لضيق عابر أو قلق عرضي ولكن الفرد الذي يتمتع بصحة نفسية جيدة، يستطيع أن يواجه مثل هذه الأزمات والشدائد ويحاول حلها حلًا سويًا سليمًا، والشعور بالسعادة لا يكتمل إلا باتباع ما أمر الله به تعالى واجتناب ما نهى عنه عز وجل) [أساسيات الصحة النفسية والعلاج النفسي، د/ رشاد علي عبد العزيز موسى، ص(14-15)].
ـ تذكري أن من صفات المرأة المسلمة الناجحة أنها تجتنب المحرمات، وتلتزم فرائض الله (فلا تخلو بأجنبي وتلتزم الحجاب الشرعي وتتجنب الاختلاط، ولا تصافح الرجال من غير المحارم لا تسافر إلا ومعها ذو محرم لا تغش ولا تخدع ولا تغدر ولا تشهد الزور، وتبتعد عن الخوض في الأعراض وتتبع العورات، وتمسك لسانها غن الغيبة والنميمة وتتجنب السباب، والكلام البذيء) [مستفاد من شخصية المرأة المسلمة، د/ محمد علي الهاشمي].
(فلئن كانت شهوة التزين عند المرأة لإظهار حسنها وجمالها، مما فطر الله تعالى عليه بنات حواء (أومن ينشؤا..مبين)، فإن صوت أوامر الله تعالى أعلى في قلوب المؤمنين من أي صوت، بل ما سُمي الأنصار أنصارًا، إلا أنهم نصروا دين الله تعالى على شهوات نفوسهم وأهوائهم في عالم النفس والضمير، قبل أن ينصروه بأبدانهم وأموالهم وأسلحتهم في عالم الواقع المحسوس:
فلو كان النساء كما ذكرنا        لفضلت النساء على الرجال
وما التأنيث لاسم الشمس عيب   ولا التذكير فخر للهلال)
[حياة النور، فريد مناع، ص(37-38)].
المصادر:
•   أساسيات الصحة النفسية والعلاج النفسي، د/ رشاد علي عبد العزيز موسى.
•   كتاب الدور التربوي للوالدين مرحلة المراهقة، حنان عطية الطوري الجهني.
•   الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المسلمة، حنان عطية الطوري.
•   خمسون شمعة لإضاءة دروبكم، عبد الكريم بكار.
•   حياة النور، فريد مناع.

ليست هناك تعليقات:

« كَفَّارَةُ المَجْلِسِ »

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ في مَجْلِسِهِ ذَلِكَ » .