
أم عبد الرحمن محمد يوسف
حكمة بالغة: (السعادة الحقيقية في معرفة أسباب السعادة)
كل فتاة في هذه الحياة تسعى إلى النجاح والتفوق، والحصول على السعادة، والصفات التي توصل الفتاة لكي تعيش حياة سعيدة كثيرة، وفي هذا المقال نقدم لكل فتاة باقة من الصفات التي يجب على كل فتاة أن تتصف بها وأن تعمل بها لكي تبلغ مرادها وتحصل على السعادة.
1.الخرائط الذهنية
لقد منحنا الله تبارك وتعالى نعمة هي من أعظم نعمه علينا ألا وهي تلك النعمة المنسية، نعمة العقل، (فأعظم ما وهبه الله تعالى لبني آدم بعد نعمة الإيمان، لكنهم لا يستفيدون منها على الوجه الصحيح؛ فقد دلَّت بحوث كثيرة في مجالات مختلفة على أن العقل البشري لم يستخدم إلا في حدود 1% من طاقته الحقيقية) [203 بصيرة في العقل والوعي، د.عبد الكريم بكار، ص(9)].
ومن هنا كان لابد لكِ أختي الفتاة أن تعملي على زيادة استغلالك لطاقات عقلكِ الكامنة، ومن أبرز الأدوات الحديثة التي تساعدنا على استخدام عقولنا بطريقة أكثر فعالية: "الخرائط الذهنية"، والتي من خلالها يسهل علينا تذكر أهم ما نحتاجه من موضوعات سواء في الدراسة أو العمل أو التطوير الشخصي وغيرها من المجالات.
تعريف الخرائط الذهنية:
الخرائط الذهنية هي وسيلة تستخدِم الرسوم المدعمة بالألوان والصور والرموز والأرقام؛ المرتبة على شكل فكرة مركزية، يتفرع منها خطوط تُمثِّل الأفكار الفرعية.
وتساعد الخرائط بهذا الشكل على تنشيط الجزء الإبداعي من المخ، كما تساهم في تنظيم التفكير، وزيادة التركيز، وإمكانية التذكر بسرعة، مما يعمل على توفير الوقت، بالإضافة إلى زيادة القدرة على الاستيعاب.
خطوات رسم الخرائط:
1. قومي بإحضار ورقة بيضاء وابدئي في منتصفها؛ لأننا عندما نبدأ في المنتصف فإننا بذلك نعطي الحرية لذهننا ليتحرك في جميع الاتجاهات، ويُعبِّر عن نفسه بمزيد من الحرية.
2. استخدمي أحد الأشكال أو إحدى الصور للتعبير عن الفكرة المركزية والعناصر، فالصورة أفضل من ألف كلمة، وهي تشكل إثارة أكبر وتجعلك تحافظ على مواصلة انتباهك وتساعدك على التركيز.
3. استخدمي الألوان أثناء رسم الخرائط؛ لأن الألوان تعمل على إثارة الذهن.
4. أوصلي الفروع الرئيسية بالشكل المركزي، وفروع المستويين الثاني والثالث بفروع المستويين الأول والثاني ... وهكذا، واحرصي على أن تكون الخطوط منحنية لأن الخطوط المستقيمة وحدها قد تصيبك بالملل، وهكذا تحدث عملية الربط الذهني على أكمل وجه.
5. استخدمي كلمة رئيسية واحدة في كل سطر بحيث تكون معبرة عن الفكرة، فهذه الكلمة الواحدة قادرة على التحفيز وسهلة الحفظ أكثر من الجمل.
6. اجعلي الخطوط المتفرعة متعرجة وليست مستقيمة؛ ليسهل على ذهنك تذكرها.
7. استخدمي أقل عدد ممكن من الكلمات التي تُعبِّر عن الأفكار الفرعية والثانوية؛ لأن ذلك يجعل الخريطة الذهنية أكثر تركيزًا.
مجالات استخدام الخرائط:
تستطيعين أيضًا أن تستخدمي هذه الخرائط لتنظيم حياتكِ؛ فيمكنكِ من خلالها أن تستخدميها في:
1. جدولة أعمال اليوم.
2. تلخيص كتاب.
3. حل المشكلات.
الواجب العملي:
1. ابحثي عن مشكلة تحاولين حلها، أو كتاب تسعيت في تلخيصه، أو موضوع دراسي يستعصي عليكِ، وقومي باستخدام الخرائط الذهنية في إنجازه.
2. قومي بتعليق الخريطة الذهنية على جدران غرفتكِ، فوق مكتبكِ، أو أي مكان آخر يتكرر النظر إليه.
3. تذكري أن (خريطة العقل هي تلك الأداة الرائعة في تنظيم الفكر) [كيف ترسم خريطة العقل، توني بوزان، (12)].
2.افهمي الآخرين، وانظري إلى الأمور من وجهة نظرهم:
هل يعقل أن تذهبي للطبيب ويعطيكِ الدواء مباشرة دون الاستماع إلى شكواكِ؟ وكيف ستتعاملين مع هذا الطبيب إذا أعطاكِ الدواء مباشرة الاستماع إلى ما تشكو منه؟ هل ستصدقينه؟! بالتأكيد لا.
هذه هي مشكلة كثير منا في الاتصال مع الناس؛ أنه لا يبذل جهدًا لفهم الشخص، ولا النظر إلى الأمور من وجهة نظره؛ بل يسارع إلى إصدار الأحكام، وإبداء النصائح دون فهم عميقٍ للشخصٍ الآخر وبالتالي لا يُحدِث اتصالًا حقيقيًّا مع الآخرين.
اختلاف البشر أمر فطري:
كل واحدٍ من البشر له من المبادئ والقيم ما يختلف عن الشخص الآخر؛ وبالتالي إدراكه للأمور وطريقة نظره إليها تختلف اختلافًا متباينًا عن غيره، ومن هنا كان لزامًا عليك لكي تتواصل بفعاليةٍ مع الآخرين أن تبدأ أولًا بفهمهم، لكي تتمكن من التعامل معهم بطريقةٍ سليمة.
انظري إلى العالم بعيون الآخرين:
حينما تتعاملين مع الآخرين حاولي دائمًا أن تنظري للأمور من وجهة نظرهم، وأن تحاولي أن تفكري بالطريقة التي يفكرون بها لكي تفهمينهم، حاولي أن تتعاملي معهم باللغة التي يفهمونها لا بلغتكِ أنتِ، (فحين نستمع إلى شخصٍ يتحدث؛ فإننا نحاول فهمه من خلال عاداتنا وإطارنا المرجعي، ولذا؛ فإننا كثيرًا ما نسيء الفهم، ونغلط في التفسير، والموقف الصحيح في هذا، هو أن ندخل إلى عالمه الشخصي؛ لنتعرف على دلالته وطرق التعبير لديه) [بصائر في الشخصية، د.عبد الكريم بكار، ص(61)].
الإنصات الفعال:
إليكِ بعض قواعد الإنصات الفعال:
1. دعي الآخر يقوم بمعظم الحديث: فكلما استمعتِ أكثر كانت معرفتكِ أكثر، وكان كلامكِ بعد ذلك أعمق.
2. أكثري من الأسئلة المفتوحة: وهي الأسئلة التي تكون إجاباتها مفتوحة، لا تنتهي بنعم أو لا، وغالبًا ما تكون أداة السؤال هي: ماذا؟ كيف؟ لماذا؟ مَنْ؟ أين؟ متى؟ وهي فرصة لجعل الشخص يكثر من الكلام، وأخذ معلومات أكثر عنه.
3. ابتسمي وأعطي انطباعات إيجابية مثل قولكِ (هذا مثير حقًّا!)، (ما أعجب هذا الأمر!).
4. مارسي الاستماع التعاطفي: وهو أنكِ تسمعي وتشعري بالشخص الآخر، تستمعي إليه وتتعاطفي معه، وتُعبِّري عن هذه العاطفة.
الواجب العملي:
1. اختاري شخصًا ما تشعر بأن العلاقة بينك وبينه في خطر، وأنكِ لا تفهمينه جيدًا، وطبِّقي معه مبادئ الإنصات الفعال، وحاولي أن تفهمينه، ولاحظي الفارق الذي سيحدث في العلاقة بينكما.
2. ابحثي عن صديقة لكِ لا تحبي الحوار معها، وتختلفي دائمًا معها في وجهة النظر، وأجري معها حوارًا يكون همكِ فيه فهم وجهة نظره بداية، واستكمال الحوار بناء على استماعكِ لوجهة نظرهاوفهمكِ لها.
3. التفكير الإبداعي
التفكير الإبداعي كما عرفه (هو مقدرتكِ على توليد أفكار جديدة، وحل المشاكل بصورة جذرية، وبزوغ نجمكِ وسط التجمعات الحاشدة في خيالكِ وسلوكياتكِ، وقدرتكِ على الإنتاج)[الذكاء الإبداعي، توني بوزان، ص(6)].
فوائد التفكير الإبداعي:
1. الإبداع يقود إلى التجديد، والتجديد يقود إلى التميز والتقدم على الغير.
2. الإبداع يلبي الحاجة الدائمة للتطور والرقي، سواء على المستوى الشخصي أو على مستوى العمل، والتي تحتاج إلى تطوير مستمر لكي تواكب التغيرات المتلاحقة في السوق العالمية.
3. الإبداع يقدم الحلول المبتكرة لكثير من المشاكل التي تقف عائقًا في طريق النجاح، سواء على المستوى الشخصي أو المستوى الوظيفي.
معوقات التفكير الإبداعي:
1. الخوف من الخطأ: بسبب خوف البعض من الخطأ أو الفشل أو حكم الناس ونقدهم، ترسخ في أذهاننا أنه لابد أن تكون الإجابة صحيحة من المرة الأولى، مما يجعلهم لا يحبذون الأفكار المبدعة.
2. التقييم السريع للأفكار: تعوَّدي أن تتعاملي مع الأفكار المبتكرة على أنها طفل صغير يحتاج إلى الرعاية والعناية والصبر؛ حتى يشتد عوده، فأكبر الأخطاء هو أن تُقيِّمي الأفكار فور ولادتها.
3. التقيد بالعادات: تمثل العادات استجابات متكررة ونمطية وغير إبداعية، وحينما تتغلب العادات يفتقر الذهن إلى الأفكار المبدعة المبتكرة، ويهرع بشكل تلقائي إلى الأفكار التقليدية النمطية.
4. ضيق الوقت المطلوب لإحداث التفكير الإبداعي: حينما لا يجد كثير من الناس عذرًا يبررون به تقصيرهم في توليد الأفكار المبتكرة، يخرجون العذر المتكرر، ألا وهو ضيق الوقت، وسرعة الحياة، ولكن ضيق الوقت وسرعة الحياة ليسا بعذر، بل هما سببان رئيسيان يدفعنا إلى البحث عن أفكار مبتكرة؛ لكي تحقق الأهداف في وقت أقل وبكفاءة أعلى.
الصفات الخمسة للشخصية المبدعة:
إليكِ خمس صفات يشترك فيها المبدعون والمبتكرون، وهي:
1. الطلاقة: وهي القدرة على إنتاج أكبر عدد من الأفكار الإبداعية، والتي تساعد على حل المشكلات أو تحقيق الأهداف.
2. المرونة: وهي القدرة على الانتقال بين أنماط التفكير المختلفة، بحيث تستخدم طريقة التفكير المناسبة في الوقت المناسب.
3. الأصالة: وهي الرغبة المستمرة في الشخص المبدع؛ كي يتوصل إلى أفكار جديدة من صنعه هو، وليست على مثال سابق.
4. الحساسية للمشكلات: وهي القدرة على رؤية المشكلات من جميع جوانبها، والوصول إلى جميع مظاهرها وأعراضها، وتلك نتيجة النظرة غير المألوفة لدى الشخص المبدع للمشكلة.
5. إدراك التفاصيل: فالشخص المبدع يستطيع إعطاء تفاصيل دقيقة عن الفكرة التي تدور في ذهنه، والصورة التي في مخيلته [مستفاد من كتاب: الذكاء الإبداعي، توني بوزان، ص(7-8)].
كيف السبيل إلى التفكير المبدع؟
1. سجلي أفكاركِ قبل أن تنسيها.
2. تذكري دائمًا أنه ليس هناك حل واحد صحيح على الدوام.
3. لا تنسي أن (حياتنا نتاج أفكارنا) [دع القلق وابدأ الحياة، ديل كارنيجي، ص(93)].
المصادر:
· دع القلق وابدأ الحياة، ديل كارنيجي.
· الذكاء الإبداعي، توني بوزان.
· 203 بصيرة في العقل والوعي، د.عبد الكريم بكار.
· كيف ترسم خريطة العقل، توني بوزان؟
· بصائر في الشخصية، د.عبد الكريم بكار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق