إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

سبحان الله والحمد لله والله أكبر

الخميس، 24 نوفمبر 2011

مفاتيح سورة الزمر

مفاتيح سورة الزمر
أولاً:اسم السورة
وهذه السورة تسمى بما يلي:
1- سورة الزمَر(1).
وذلك: لاشتمالها على الآية التي ذكر فيها زُمَر الفريقين, المسيرة إلى تفصيل الجزاء، وإلزام الحجة، وبطلان المعذرة.(2)
2- سورة الغرف(1).
وذلك: باسم جزاء أشرف الزمر، المذكور في قوله تعالى {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ} [الآية 20]
ويذكر الإمام البقاعي من أسمائها كذلك:
3- سورة تنزيل(3).
وذلك: لما فيها من الإشارة إلى أنه تعالى أنزل كلاً من المحشورين داره المعدة له، بعد الإعذار في الإنذار، والحكم بينهم بما استحقته أعمالهم؛ عدلاً منه سبحانه في أهل النار، وفضلاً ـ منه سبحانه ـ على المتقين الأبرار.



ثانياً : عدد آيات السورة و كلماتها و حروفها

عدد آياتها(4): (75) خمس وسبعون آية.
وعدد كلماتها: (1170) ألف ومائة وسبعون كلمة.
وعدد حروفها: (4708) أربعة آلاف وسبعمائة وثمانية أحرف.



ثالثاً : ترتيب السورة فى المصحف و فى النزول

أ‌- في المصحف.. بعد: سورة "ص" وقبل: سورة "غافر".
ب‌- في النزول.. بعد: سورة "سبأ"، وقبل: سورة "غافر".



رابعاً : سبب نزول السورة

لم نعثر على آثار في ذلك.



خامساً : مكية السورة و مدنيتها

هذه السورة: مكية، سوى الآيات [52-54] فهي مدنية.



سادساً : فضل السورة

انظر: حديث وائلة بن الأسقع؛ حيث إن هذه السورة من قسم المثاني.(5)
ولكن.. انتبه إلى ما رواه بعض المفسرين من حديث كعب بن أبي الذي ذكر فيه "عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الزمر: لم يقطع الله رجاءه يوم القيامة، وأعطاه الله ثواب الخائفين"
حيث إنه حديث: موضوع(6).



سابعاً : صلة السورة بما قبلها

ووجه اتصالها بما قبلها:(7)
1- أنه وصف القرآن في آخر سورة ص بقوله {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ} [الآية 87]
ووصفه هنا بقوله: {تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}.
2- إنه ذكر في ص~ أحوال الخلق من المبدإ إلى المعاد،
وذكر هنا مثله.
إلى نحو ذلك من وجوه للربط تظهر بالتأمل.



ثامناً : هدف السورة

هو: الدلالة على أنه سبحانه: صادق الوعد، وأنه غالب لكل شيء، فلا يعجل؛ لأنه لا يفوته شيء، ويضع الأشياء في أوفق محالها،
يعرف ذلك أولوا الألباب، المميزون بين القشر واللباب.(3)



تاسعاً : تقسيم آيات السورة موضوعيا

تتكون آيات هذه السورة من: مقدمة، وخمس مجموعات، وخاتمة.(8)
المقدمة: عبارة عن آيتين فقط.
وهما: الآية الأولى، والآية الثانية.
وفيها:
حديث عن: الكتاب ـ وهو القرآن ـ ومنزل الكتاب، وموضوع الكتاب، وبيان ما فيه.
والمجموعة الأولى: عبارة عن (4) آيات
من الآية (3) حتى نهاية الآية (6)
وفيها:
حديث عن: وحدانية منزل الكتاب، وإحاطه علمه، وشمول قدرته في الدنيا.
ومن المعلوم: أن العلم بذلك يقتضي توحيد الله عز وجل بالعبادة، كما يقتضي الإخلاص له سبحانه في هذه العبادة.
وأيضاً: فإن العبادة الخالصة لله تعالى.. هي الطريق للإهتداء إلى إتباع كتاب الله، والتي هي من لوازم إنزال هذا الكتاب.
المجموعة الثانية: عبارة عن (16) آية.
من الآية (7) حتى نهاية الآية (22).
وفيها:
حديث عن: المنزل إليهم هذا الكتاب، بالدعوة المباشرة لعبادة الله سبحانه وتعالى، وتقواه، والخوف من عذابه،والرجاء في رحمته وغفرانه، والإخلاص له في هذه العبادة، واجتناب الطاغوت، وإتباع أحسن الحديث.
كل ذلك: على هدى مما في هذا الكتاب العظيم.
والمجموعة الثالثة: عبارة عن (22) آية.
من الآية (23) حتى نهاية الآية (44)
وفيها:
حديث عن: هذا الكتاب.. وقد ذكرت للقرآن أربع خصائص، كلها تشهد أنه كتاب رب العالمين.
أ‌- أنه: (أحسن الحديث)
ب‌- أنه: (كتاباً متشابهاً) أي: يشبه بعضه بعضا في الصدق والبيان والوعظ والحكمة، والإعجاز والإخبار، والتذكير، والتبشير، والإنذار، وكل جزء تظهر فيه خصائص القرآن كله، مع تعدد المواضيع وكثرتها وتنوعها، وهذا وحده معجز.
جـ- أنه (مثاني) أي: مرد ومكرر، بمعنى: أن قصصه، وأنباءه، وأحكامه، وأوامره، نواهيه، ومعانيه، ووعده ووعيده، ومواعظه.. تثنى وتكرر..
ومع ذلك: ففي كل مرة تجد.. أسلوباً جديداً، وروحاً جديدة، وعرضاً جديداً, بشكل عجيب مدهش، غير مستطاع للبشر، وهذا وحدة معجز.
د‌- أنه (تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله)..
ومثل هذا التأثير: لا يمكن أن يكون على مثل هذه الشاكلة، لولا أنه من عند الله.
وبيان: لعاقبة الضالين عنه، وعاقبة المهتدين به.
وتذكير: بالموت، ومآل الإنسان، والحساب.
وبيان: أنه لا أظلم ممن كذب على الله تعالى، وكذب بالصدق إذْ جاءه.
وفي النهاية: تثبيت على الطريق، من خلال الأمر بالتوكل على الله، وإنذار الكافرين، وتبشير المؤمنين.
المجموعة الرابعة: عبارة عن (8) آيات
من الآية (45) حتى نهاية الآية (52)
وفيها:
حديث - مرة أخرى - عن: وحدانية منزل الكتاب، وإحاطة علمه، وشمول قدرته ـ وهذه المرة ـ في الدنيا والآخرة.
المجموعة الخامسة: عبارة عن (15) آية
من الآية (53) حتى نهاية الآية (67)
وفيها:
حديث ـ مرة أخرى ـ عن: المنزل إليهم الكتاب، بالدعوة المباشرة ـ هذه المرة ـ للإنابة إلى الله تعالى،وعدم اليأس من رحمته،وإتباع أحسن ما أنزل في هذا الكتاب، من رب العالمين سبحانه وتعالى
ومن المعلوم: أنه لابد أن تكون هذه الإنابة قبل فوات الأوان، وقت أن لا تكون إنابة، ولا تفيد ندامة.
والخاتمة: عبارة عن (8) آيات
من الآية (68) حتى نهاية الآية (75) وهي خاتمة آيات السورة.
وفيها:
بيان: نتائج الإمتثال والمخالفة، وجزاء المطيعين والعصاة.
وبالضرورة:
فإن الإمتثال المنجي: هو ما كان إلتزاماً بما في هذا الكتاب، الذي أنزله رب العالمين.
والمخالفة المزرية: هي ما كانت مخالفة لما في هذا الكتاب,
الذي أنزله رب العالمين.



عاشراً : أبرز موضوعات السورة

ومجمل مشتملات هذه السورة الكريمة(7)
1- وصف الكتاب الكريم.
2- الأمر بعبادة الله وحدة والنعي على المشركين في عبادتهم للأوثان والأصنام.
3- إقامة الأدلة على وحدانية الله.
4- طبيعة المشرك في السراء والضراء.
5- ضرب الأمثال في القرآن وفائدة ذلك.
6- تمني المشركين الفداء حين يرون العذاب.
7- الوعد بغفران ذنوب من أسرفوا على أنفسهم إذا تابوا.
8- ما يرى على وجوه أهل النار من الكآبة والحزن.
9- ذكر أحوال يوم القيامة.
10- وصف ذهاب أهل النار إلى المحشر وما يشاهدونه من الأهوال.
11- وصف ذهاب أهل الجنة وما يشاهدونه فيها من النعيم المقيم.
12- بعد فصل القضاء يقول أهل الجنة (الحمد لله رب العالمين).



حادى عشر : بعض الدروس المستفادة

يقـول تعــالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [الآية 9]
{قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا} أي متعبداً في ساعاته يقطعها في السجود والقيام {يَحْذَرُ الْآخِرَةَ} أي عقابها {وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} أي جنته ورضوانه،
أي: أهذا أفضل أم ذاك الكافر الجاحد الناسي لربه؟
{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ} أي توحيده وأمره ونهيه في الثواب والطاعة {وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}..؟
أي لا يستويان.
في هذه الآية ما يلي:(2)
الأول ـ استحباب قيام الليل.
قال ابن عباس: آناء الليل: جوف الليل.
وقال الحسن: ساعاته, أي: أوله ووسطه وآخره.
الثاني ـ في قوله تعالى {يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} ردّ على من ذم العبادة خوفاً من النار أو رجاء الجنة.
وقد قال صلى الله عليه وسلم (حولها ندندن).(9)
الثالث ـ في قوله تعالى {هَلْ يَسْتَوِي..} الآية مدح العلم ورفعة قدرة وذمّ الجهل ونقصه.
وفي الآية أيضاً: إشعار بأن الذين يعلمون هم العاملون بعلمهم، إذ عبر عنهم أولاً بـ (القانت) ثم نفى المساواة بينه وبين غيره، ليكون تأكيداً له، وتصريحاً بأن غير العامل كأن ليس بعالم.
قال القاشانيّ: وإنما كان المطيع هو العالم، لأن العلم هو الذي رسخ في القلب وتأصل بعروقه في النفس، بحيث لا يمكن صاحبه مخالفته، بل سيط باللحم والدم، فظهر أثره في الأعضاء لا ينفك شيء منها عن مقتضاه، وأما المرتسم في حيز التخيل، بحيث يمكن ذهول النفس عنه وعن مقتضاه، فليس بعلم, إنما هو أمر تصوريّ وتخيل عارض لا يلبث، بل يزول سريعاً, لا يغذوا القلب ولا يسمن ولا يغني من جوع
{إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ} أي يتعظ بهذا الذكر {أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} أي العقول الصافية عن قشر التخيّل والوهم، لتحققها بالعلم الراسخ الذي يتأثر به الظاهر, وأما المشوبة بالوهم فلا تتذكر ولا تتحقق بهذا العلم ولا تعيه.



ثانى عشر : مصادر المفاتيح و هوامش البحث

1- انظر: السخاوي / جمال القراء 1/37
القرطبي / الجامع لأحكام القرآن (تفسير سورة الزمر)
الفيروزابادي / بصائر ذوي التمييز 1/403
البقاعي / نظم الدرر (تفسير سورة الزمر)
السيوطي / الإتقان [النوع 17]
الشوكاني / فتح القدير (تفسير سورة الزمر)
الألوسي / روح المعاني (تفسير سورة الزمر)
القاسمي / محاسن التأويل (تفسير سورة الزمر)
موسى جار الله. ترتيب السور ص107
2- انظر: القاسمي / نفس المصدر (تفسير سورة الزمر)
3- انظر: البقاعي / نظم الدرر (تفسير سورة الزمر)
4- انظر: مكي بن أبي طالب / التبصرة ص313
السخاوي / جمال القراء 1/214
الفيروزابادي / بصائر 1/403
الآلوسي / روح المعاني (تفسير سورة الزمر)
محمد غوث / نثر المرجان 6/114
5- في مفاتيح سورة البقرة.. راجع نص وتخريج هذا الحديث في [فضل سورة البقرة]
6- انظر: [فضل سورة الفاتحة] في مفاتيح سورة الفاتحة.
7- انظر: المراغي / تفسير المراغي (تفسير سورة الزمر)
8- انظر: سعيد حوي / الأساس في التفسير (تفسير سورة الزمر)
9- أخرجه: أبو داود.. كتاب: الصلاة، باب: في تخفيف الصلاة.



فضيلة الدكتور عبد الحي الفرماوي
رئيس قسم التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر

ليست هناك تعليقات:

« كَفَّارَةُ المَجْلِسِ »

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ في مَجْلِسِهِ ذَلِكَ » .